أحيى الألمان أمس الاثنين (13 غشت)، في العاصمة الألمانية٬ ذكرى ضحايا جدار برلين الذي شيد سنة 1961 لمنع المرور بين الألمانيتين الغربيةوالشرقية٬ ثم سقط في نونبر سنة 1989، حيث دخلت ألمانيا منعطفا جديدا من تاريخها. وتميز إحياء الذكرى الواحدة والخمسين لبناء الجدار٬ بإقامة قداس بكنيسة التسامح على أرواح الضحايا الذين قتلوا إثر محاولاتهم التسلل من الشرق نحو الغرب الألماني٬ وبوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجدار. ولا يفوت أهالي ضحايا الجدار في هذه المحطة من كل سنة٬ تجديد مطالبهم التي تدعو الحكومة إلى ضرورة تعويضهم ومتابعة المسؤولين الذين أمروا بإطلاق النار على أبنائهم٬ قضائيا. كما نظمت مؤسسة جدار برلين بالمناسبة «مقهى عالمي» عند النصب التذكاري «مارينفيلده» الذي كان يستخدم في استقبال حالات الطوارئ٬ حضره أزيد من 100 تلميذ من برلين وولاية براندانبورغ مع شهود عيان ومؤرخين لإبراز المرحلة التاريخية التي ميزت تشييد وسقوط الجدار. يذكر أنه تم إغلاق منطقة الحدود بين الألمانيتين في الثالث عشر من غشت سنة 1961 ٬ بناءا على طلب من سلطات ألمانياالشرقية لوقف التدفق المستمر للاجئين إلى برلينالغربية٬ وبناء جدار تحت قيادة فالتر أولبريشت على طول 155 كلم. وتعد نقطة الجدار من أبرز الأماكن التي يتردد عليها السياح٬ حيث مازالت قطعة منه قائمة ترمز إلى أيام الحرب الباردة وتقسيم أوروبا طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ومازالت لجن التحقيق والمنظمات الإنسانية تبحث في عدد ضحايا هذا الجدار الذين قتلوا٬ حيث تتمسك منظمة «13 غشت» بأن عددهم ما بين 1961 و1989 بلغ 268 ضحية٬ إلا أن النيابة العامة لبرلين حددت عام 2000 عدد الضحايا الذين تثبت وجودهم٬ في 190 شخصا فيما قدرت لجنة مكلفة بالتحقيق في محاكم «إطلاق النار على الجدار» عددهم بنحو 238 ضحية. وقد وقعت حوادث إطلاق النار على جدار برلين في السنوات الخمس الأولى التي أعقبت بناءه (1961-1974) وكان معظم الذين حاولوا التسلل هم من الشباب الذكور الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة إلى جانب عشر نساء وطفلين. وكانت أول ضحية سقطت بالجدار من النساء٬ واسمها ايدا سيكمان٬ التي قفزت منه إلى شارع بيرناور (غرب) عبر نافذة بيت لصيق بالجدار من الجهة الشرقية من برلين. وسقط أول قتيل برصاص حرس الحدود يوم 24 غشت 1961 ٬ وهو غونتر ليفتين (24 سنة). ومثل في محاكم برلينالشرقية التي أطلق عليها اسم «محاولات الهروب من الوطن»٬ بتهمة محاولة التسلل والخيانة٬ أكثر من 75 ألف شخص منذ أن شيد الجدار٬ وتراوحت العقوبات ما بين ثلاث وثماني سنوات.