ربحنا تحدي جعل هذا العمل ينطبق على الواقع المغربي دون خيانة لجوهر النص الأصلي خلال لقاء أجريناه معه، عبر ياسين فنان مخرج مسلسل لالة منانة الذي تعرضه القناة الثانية خلال شهر رمضان، عن سروره للنجاح الكبير الذي حققه هذا العمل المأخوذ عن مسرحية بنات لالة منانة لفرقة الكعب العالي «تاكون» المأخوذ بدوره عن مسرحية للشاعر الاسباني الكبير فيديريكو غارسيا لوركا تحت عنوان «لكاسا دي برناردا ألبا»، المخرج ياسين فنان وهو في الأصل مخرج سينمائي لكن حبه للشاشة الكبيرة لم يمنعه من تحقيق النجاح في أعمال تلفزيونية تابعها المشاهدون واستحسنوها ك سلسلة «ساعة في الجحيم»، أما في هذا العمل البعيد عن انشغالات هذا المخرج يعترف ياسين فنان بأنه وجد نفسه مع فريق من المحترفين تم اختيارهم بدقة حسب حاجة العمل، إضافة إلى نجمات فرقة تاكون المسرحية اللواتي بغض النظر عن أدائهن المبهر أمام الكاميرا كانت لهن أدوار أساسية خلف الأضواء مثلا سامية أقريو التي كتبت العمل أو نورا الصقلي التي تكلفت بإدارة الممثل أو الجندي الخفي للفرقة المديرة الفنية رفيقة بنميمون التي كانت لها مساهمات كبيرة في إخراج هذا العمل الجميل إلى الوجود، الذي تابعنا الجزء الكبير منه، خلال أيام رمضان السالفة ولا أحد باستطاعته أن ينكر الأداء الرائع لبنات لالة منانة اللواتي أطللن علينا في هذا الشهر الكريم، بكوميديا اجتماعية جميلة، تقف خلفها فرقة تاكون المتكونة من المبدعات سامية أقريو، نورا الصقلي، السعدية أزكون، السعدية لديب، هند السعديدي، نادية العلمي...إضافة إلى وجوه وازنة في الدراما المغربية كالفنانة الكبيرة نعيمة المشرقي والفنانة الكبيرة العائدة رشيدة الحراق والفنان إدريس الروخ، ووجوه خلقت المفاجأة كعادل أبي تراب أو حسنة طمطاوي الذين جعلونا من خلال صدقهم في الأداء ومهنيتهم مجتمعين لا نشعر قط أن ما يدور هو مجرد تمثيل أمام الكاميرا، لأن درجة التقمص كانت واضحة والهارموني في ما بين كل الفنانين المشاركين أكثر من عالية وكأن الأمر يتعلق بأسرة حقيقية من شمال المغرب بطقوسها وتقاليدها الأندلسية الرائعة لكن بأحكام قيمها التي تحاصر المرأة وتريد اختزالها في عنصر ثانوي تابع ... إنها حكاية أمومة وحبها لبناتها يتحول إلى سلسلة تخنقهن وتشل قدراتهن، وفي هذا الباب وجب توجيه التحية إلى الممثلة السعدية أزكون التي تميزت بشكل قوي في هذا العمل، تحية أيضا لفرقة تاكون المسرحية تحية كبيرة لكل الفريق فنانين وتقنيين تحية لمنانة وبناتها وتحية للمخرج ياسين فنان الذي نقدم في ما يلي نص الحوار الذي أجري معه: * كيف كان لقاء المخرج ياسين فنان مع مسرحية غارسيا لوركا؟ - في الحقيقة قد تمت المناداة علي من طرف المنتجة نجاة قبي، التي كانت تهيئ مشروعا يقضي بتحويل العمل المسرحي بنات لالة منانة إلى مسلسل تلفزيوني، فقد مر على العرض الأول للمسرحية ست سنوات، إضافة إلى النجاح الكبير الذي عرفته، داخل المغرب وخارجه، في لندن بالضبط حيث عرضت ونالت استحسانا كبيرا من طرف الجمهور هناك. بالنسبة لي لم يكن يتعلق الأمر بإعداد مسرحية للتلفزة، لأن النص كان موجودا بشكل قبلي، وقد قامت الفنانة سامية أقريو بكتابته ويمكنني القول أنه لولا المجهود الجبار الذي بدله أعضاء فرقة الكعب العالي للمسرح ما كان لهذا النجاح أن يتحقق ولا أن نصل إلى هذه النتيجة. * ماهي أنواع العراقيل التي يجب أن نكون مستعدين لها في حالة إعداد عمل مسرحي وتحويله إلى عمل تلفزيوني؟ - أعتقد في مثل هذا النوع من الأعمال، يتمثل التحدي الكبير في القدرة على أن تجد نفسك كمخرج مندمجا في إعداد قصة لا تمثل بالضرورة عالمك، بالنسبة لي كانت كل الصعوبات تنتصب هنا، لأننا نتوفر على نص معد سلفا ويجب ترجمته إلى صور وإن كان مضمون هذا العمل يبقى بعيدا عن عالمي الفني... * كيف كان منطلق تعاملكم مع تحويل هذا العمل من خشبة المسرح إلى شاشة التلفزيون هل كنتم تهدفون إلى احترام النص الأصلي أو إلى خيانته؟ - يجدر التذكير هنا أن الفنانة رفيقة بنميمون وهي المديرة الفنية للعمل، قد ساعدتني كثيرا في كل ما يتعلق باللمسات الجمالية كالملابس، الديكورات والشخصيات وهو ما كان يصب في اتجاه احترام النص الأصلي قدر المستطاع. * كيف جرت مراحل تحويل المسرحية إلى كوميديا اجتماعية للتلفزيون؟ - بالنسبة لي كان هذا مجرد عمل كأي عمل، حقيقة أن العمل التلفزيوني جاء أخف بشكل كبير عن النص الأصلي لأنه يستمد مقوماته من المجتمع الشمالي في المغرب وما يوفره من معطيات جمالية أندلسية إن على مستوى الصورة أو الصوت، وهذا ما جعل العمل ينجح في تطابقه مع الواقع المغربي. * هل تعتقدون أن مسألة إعداد وتكييف الأعمال مع واقع مختلف يتضمن بعض الخطورة بالنسبة للمخرج؟ - لا على العكس مطلقا، انه أشبه بالتمرين المعقد بالنسبة لأي مخرج كيف ما كان، ويتمثل في وجودنا وجها لوجه مع مادة لا تنتمي إلى واقعنا وهو ما يتطلب منا استعمال كل قدراتنا لجعلها تكون قريبة من حقيقة المجتمع المغربي كما تتجلى فعلا ودون خيانة لجوهر المادة الأصلية. * لقد حققت سلسلة بنات لالة منانة نجاحا كبيرا ما هو شعوركم بهذا الاستقبال الإيجابي الذي خصصه المشاهد المغربي لهذا العمل؟ - أنا جد مسرور بطبيعة الحال، لقد اشتغلنا في ظروف بالغة التعقيد، حيث كان المسلسل يعرض ونحن ما نزال منهمكين في تصوير باقي الحلقات الذي انتهينا منه قبل أيام قليلة فقط، ومن أجل احترام آجال عرض المسلسل كان علي أن أصور خلال النهار وأسهر الليل للقيام بالمونتاج، مع ما يتضمنه ذلك من إجهاد كبير، كما لا يجب أن ننسى التضحيات والمجهودات التي قامت بها الفنانات المشاركات وكل الطاقم الفني والتقني لكي نوفق بين إعطاء عمل ذو مستوى جيد وداخل الآجال المطلوبة. * كيف تمت عملية اختيار الممثلين أو الكاستينغ؟ - من محاسن الصدف أننا كنا نتوفر على ستة ممثلات متألقات وجاهزات أقصد بهن أعضاء فرقة الكعب العالي «تاكون» وهن يشكلن الجزء الأساسي من المسلسل، قبل أن نمر إلى اختيار انتقائي لمجموعة من الممثلين الذين يتقاربون مع حاجة المسلسل على أساس مهني كذلك. * ماهي مشاريعكم المستقبلية كمخرج؟ - لقد انتهيت خلال أيام قليلة من تصوير مسلسل بنات لالة منانة، وأنا في إطار الاستعداد لشريطي الطويل الأول وسيكون تحت عنوان « كاريان بوليوود» والذي سيتحدث عن حبي للسينما.