بنميمون: العنوسة مشكل مغربي على الركح عبد القادر كترة قامت فرقة مسرح "طاكون" بعرض مسرحيتها "بنات لالة منانة" مساء يوم السبت 13 يونيو الجاري بقاعة سنيما باريس بوجدة بدعوة من الشركة الفتية "هابي نايت" للإنتاج الفني بهدف إنعاش المشهد الثقافي بوجدة وبالجهة الشرقية وذلك بعد عرض مسرح الكاف لمسرحية "سعادة الرايس" وعرض مسرحيات محلية... مسرحية "بنات لالة منانة" مقتبسة من نص "لاكازا دي برناردا ألبا" للشاعر الإسباني الكبير فيدريكو كرسيا لوركا، وحوار نورا اصقلي وإخراج سامية أقريو، وتشخيص: هند سعديدي،وسعدية أزكون، وحسناء معناوي، ورفيقة ولدجبلي، ونورا اصقلي، وسامية أقريو، وسعدية لديب،وسكينة لفضايلي. وبهذه المناسبة ارتأت جريدة الأحداث المغربية إجراء حوار مع رفيقة بنمَيْمون إحدى الممثلات والمسؤولة بالفرقة للحديث عن المسيرة الفنية لهذه الفرقة المسرحة النسوية المغربية وتجربتها الفريدة... مرحبا بالفرقة المسرحية "طاكون" بمدينة وجدة ... نشكر جريدة الأحداث المغربية التي أتاحت لنا هذه الفرصة لنتحدث عن تجربتنا، كما نشكرها على تتبعها لمسيرات الفنانات والفنانين المغاربة...وجدة مدينة المسرح ومدينة الفن بصفة عامة إضافة إلى سفرائها في الموسيقى الغرناطية حيث تعبتر عاصمة الموسيقى الغرناطية في المغرب، وبهذه المناسبة أوجه تحية خالصة للاستاذ جمال الدين الدخيسي الذي تتلمذنا على يديه بالمعهد العالي للفن المسرحي مبادئ وأوليات التمثيل وهو ابن مدينة وجدة التي هي مدينة عظيمة أعطت فنانين مثله، وهي مدينة مسرحية بامتياز... هل تتفضلين بتقديم عناصر الفرقة المسرحية؟ تشارك في مسرحية "لالة منانة" سامية أقريو وسعدية لديب وسعدية أزكون وهند السعديدي وسكينة لفضايلي وحسناء معناوي ورفيقة ولدجبلي ونورا اصقلي... كيف تولدت فكرة تأسيس الفرقة المسرحية "طاكون"؟ النواة الأساسية التي كونت هذه الفرقة هي نواة مكونة من خريجات المعهد العالي للفن المسرحي، تخرجن منذ 1993،واشتغلن مع فرق كبيرة مغربية ، مع الأستاذ الطيب الصديقي والأستاذ أحمد الطيب لعلج والفنانة ثريا جبران...قمن بتجربة خاصة من خريجي المعهد وهي تجربة "مسرح تانسيفت" بمراكش، إذن يتوفرن على تجارب عديدة إضافة لعروض المعهد العالي للفن المسرحي،قبل أن يجتمعن على هذا النص المسرحي أي قبل سنة 2005 بعشر سنوات...وقد وقع تجاوب كبير مع نص فيدريكو كرسيا لوركا الذي يتحدث عن وضعية يمكن أن يكون واقعا معاشا حاليا ويعالج مشكلا إنسانيا حاليا وهو موضوع العنوسة...وحاولنا نحن في الفرقة أن نقوم باقتباس جدّ حُرّ حتى يستجيب النص لمتطلبات الجمهور المغربي ويناسب التربة المغربية، ومشاكل تربية الفتاة في العائلات المحافظة... كيف تولدت فكرة تأسيس فرقة مسرحية نسوية والتي تعد تجربة فريدة من نوعها في المغرب؟ لم يكن ذلك مع "سبق الإصرار والترصد"، لا. كان هناك إعجاب بالنص المسرحي "لاكازا دي برناردا ألبا" للشاعر الإسباني الكبير فيدريكو كرسيا لوركا، وهو النص الذي لا يتوفر إلاّ على شخوص نسائية، يعني لو كان هناك إعجاب بنص آخر يتوفر على شخوص ذكور لكانت الفرقة ستكون فرقة عادية...يعني لم يكن في أول الأمر اختيار بتشكيل فرقة مسرحية نسائية مائة في المائة بقدر ما كان هناك انسجام ما بين العناصر التي تتشكل منها الفرقة، وتقارب في الأذواق، كما فرض النص نفسه بقوة إضافة إلى أن فيدريكو كرسيا لوركا لم يوظف أي ذكر في النص... هل ستحتفظ الفرقة بصبغتها النسائية أو ستتجه نحو فرقة مختلطة وعادية؟ لست أدري إن سبق لك أن شاهدت "حَنّةْ يَدِّينا" عرضنا الثاني بعض عرض "بنات لالة منانة"، وهو الإبداع الثاني للفرقة وفيه تشكيلة نسائية مائة في المائة، وذلك نظرا لأهمية الموضوع الذي تثيره المسرحية ويفرض تواجد النساء فقط... مماذا استمدتم اسم الفرقة المسرحية "طاكون" وماذا يعني هذا الاسم؟ اسم الفرقة المسرحية "طاكون"، وبمدينة وجدة تقولون "الطالون ديال الصباط" (كعب الحداء النسائي) (Talon aiguille)، هناك النساء فقط وكل واحدة "تطقطق أكثر من الأخرى برجلها"،و"طاكون" هو كذلك لباس نسائي تقليدي أندلسي بالشمال، هناك لباس بوجدة متوفر كذلك يشبهه، وهو غطاء يوضع على الرأس مثلث طويل، يعني شيء نسائي مائة في المائة، وثقافة نسائية وعنصر تجميل للنساء بشمال المغرب... كما أن جلّ عناصر الفرقة من الشمال واللهجة المتحدث في المسرحية بها شمالية، وأغاني شمالية ورقصات شمالية... هل هناك أعمال جديدة للفرقة المسرحية "طاكون" في الأفق؟ هناك ترويج العرضين "بنات منانة" و"حنة يدينا" وهي مسألة جدّ صعبة. والصعب هو أن تبدأ فرقة مسرحية عملا ما، لكن الأصعب هو أن يصل هذا العمل إلى الجمهور...لقد خصصنا 2009 للترويج ، ولكن كل واحد في الفرقة يبحث عن نصوص ولم يقع بعد اختيارنا على نص من النصوص ولا أدري إذا كان العمل القادم سيكون خلال 2010 أو 2011 لأن الترويج، كما سبق وأن قلت، مهمة صعبة في الوضع الراهن وتتطلب العملية تركيزا كبيرا وطاقة أكبر، لكن بفضل الشركة "هابي نايت" للإنتاج الفني، وبفضل الشركاء الآخرين نحن قادرين على الوصول إلى الجمهور، بعد أن كنا نعرض عملا إبداعيا 10 مرات ثم يطويه النسيان بعد ذلك... بالنسبة للفرقة المسرحية "طاكون"،هل هناك تجاوب مع الجمهور؟ هناك تجاوب كبير والحمد لله،ويعترينا الخوف من جمهور مدينة وجدة، وكل مرة قبل تقديم العرض، في منطقة ما، يعترينا الخوف من ردود الجمهور وكيف يتلقونه بلهجة شمالية جدّ محلية...وكنا خلال الشهر الماضي بمدينة طاطا وفي أكادير بأقصى الجنوب وكان التجاوب رائعا، وأتمنى أن نكون دائما عند حسن الجمهور. كيف ترى الفرقة الوضع المسرحي، هل هو في تطور أو في تراجع؟ أنا لست في موقع أحكم إن كان هناك إبداع أو العكس. وما يمكن لي أن أقوله هو أن هناك بالتأكيد تجارب، وطاقات وأشياء جميلة من بداية المسرح بالمغرب إلى حدّ الساعة...لكن هناك ما هو رديء كذلك وبكثرة، وبما أن ليس هناك شركات عديدة كشركة "هابي نايت" للإنتاج الفني لانتقاء أجود العروض وإيصالها إلى الجمهور، ربما لا نعلم بتلك الإشراقات، ومن الممكن أن تكون هناك أعمال مسرحية ذات جودة عالية في أماكن متعددة دون أن تجد من يروجها...حقيقة أن سياسة الدعم ساعدت كثيرا حتى تكون هناك كمية ، عدد أكبر، وبالطبع هذه الكمية ساهمت في إبراز بعض الأعمال الجيّدة ضمن عدد من الأعمال الرديئة، لكن لا يمكن لعملية الدعم أن تحكم على الإبداع الفني لأنها تحكم على النصوص، ويمكن أن يظهر المشروع جيّدا من خلال ملف المشروع، لكن يمكن أن تكون عناصر العرض رديئة... هل البنية التحتية كقاعات العروض الموجودة بالمغرب تساعد على تطور المسرح ؟ ما زال هناك مشكل البنية التحتية،ما زال هناك نقص في الجانب التقني كعناصر الإضاءة التي من الممكن أن تُجمّل ذلك العمل، ولكن أظن أنه إذا تم حاليا إحياء تلك القاعات السينمائية، وقُدِّمت بها عروض جيدة، وكان التنظيم وتهييء وتحضير الجمهور بدعوته إلى حضورها، يمكن أن يساهم في نهضة ثقافية ومسرحية في المغرب، في انتظار إنجاز مسارح، أو على الأقل إصلاح دور السينما الموجودة لأن هناك قاعات سينما تحف في مدن المغرب، ولأن هناك قاعات سينما مهمولة بحكم ان هناك عزوف عن مشاهدة الأفلام السينمائية بحكم توفر وسائل أخرى سهلة. هل تحسنت وضعية الممثل مقارنة مع ما كانت عليه في الماضي؟ ليس لي معلومة كثيرة حول هذا الموضوع وما أعرفه أن أهم شيء جاء به قانون الفنان هو بطاقة التغطية الصحية، وهو مكسب مهم يمكن أن تليه مكاسب أخرى...لكن لم نصل بعد إلى مستوى تلك الدول التي لها قوانين توفر للفنان دخلا قارا ومستقرا تحمي ماء وجهه وتضمن له الحدّ الأدنى من مستقبله ومستقبل أسرته...(تتابع الفنانة سعدية لديب)، تحدثنا كثيرا عن قانون الفنان في المغرب لكن المكسب الوحيد الملموس هو التغطية الصحية، أما ما نعاني منه يوميا مثل العقد مع شركات الإنتاج لم يتم التطرق إليه في أي بند من البنود، والإتفاق يتم بشروط الشركة من موقعها القوي خاصة بالنسبة للفنانين المبتدئين والفناني القدامى الذين لم يفرضوا أسماءهم بشكل قوي...وهو ما يجعلهم يعانون دائما من نفس الضغوطات... أي كلمة تريد الفنانة سعدية لديب توجيهها إلى الجمهور؟ أتمنى من الجمهور أن يتابع العروض المسرحية والسينمائية كما كان ذلك من قبل. وللمغرب جمهور جميل جداّ ومتتبع لكل الأنطشة الثقافية والفنية لأن بدون جمهور ليس هناك فنان وهو الذي يسانده...وأتمنى كذلك أن تكون في كل مدينة مثل هذه الشركة التي تشجع الفنان بإبراز منتوجه حتى يسترجع الجمهور ثقته ويداوم على مشاهدة العروض. سجل المغرب قفزة نوعية في مجال السينما بشهادة سينمائيين ومخرجين كبار من تونس ومن الجزائر وغيرها من البلدان، ما هي ملاحظة الفنانة سامية أقريو؟ أنا أتحدث معك كمتتبعة للسينما، ولم أعد أمارس العمل السينمائي منذ مدة...وما أريد أن أقوله هو أنه حصل لي الشرف أن أكون ضمن لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم القصير بمدينة وجدة ومني للجمهور الوجدي تحية...بالنسبة للسينما المغربية هناك بالفعل قفزة نوعية وكمية، والكمّ يفرز الكيف أو القيمة الفنية للسنيما، وفي الوقت الذي تراجعت السنيما الجزائريةوالتونسية، برهنت السينما المغربية على قدرتها في أن تضاهي السينما المغاربية وحتى العربية، ولها حضور قوي في المهرجانات العالمية...