اعتبر البيت الأبيض أول أمس الأربعاء أن ليبيا قامت "بخطوة مهمة إلى الأمام" عبر إعلانها نتائج الانتخابات التي جرت خلال الشهر الجاري، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات تظهر "التزاما في سبيل الديموقراطية". وتقدم المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان بالتهنئة "إلى كل الأحزاب والمرشحين الذين فازوا بمقاعد في المجلس الوطني الجديد" في ليبيا الذي انتخب أعضاؤه ال200 في السابع من يوليو، في أول انتخابات منذ سقوط نظام معمر القذافي العام الماضي. وفاز الليبراليون بحوالي 40 مقعدا من أصل 80 مخصصة للأحزاب السياسية في الجمعية التأسيسية الليبية المقبلة، مقابل 17 مقعدا لحزب العدالة والبناء الإسلامي، بحسب النتائج الأولية الكاملة للانتخابات التي أعلنتها الثلاثاء الماضي المفوضية الانتخابية. إلا أن هذا التقدم لا يضمن حصول الليبراليين على الأكثرية، والتحدي يبقى حاليا على المقاعد ال120 (من أصل 200) التي يتم ملؤها عبر الانتخابات وفق النظام الفردي. وقال "كما لاحظ الرئيس (باراك) اوباما يوم الانتخاب، هذا التصويت التاريخي في ليبيا يذكر بأن المستقبل في هذا البلد هي في أيدي الشعب الليبي"، مشيدا ب"العمل الشاق المنجز لتحضير الانتخابات الحرة الأولى في ليبيا منذ 50 عاما على الأقل". وأضاف "مسار التصويت الذي اشرف عليه المراقبون الدوليون والمشاركة الكبيرة يعكسان التزام الشعب الليبي في سبيل الديموقراطية والمشاركة المدنية". كما أشار المتحدث إلى أن الولاياتالمتحدة ترغب في "العمل الوثيق مع المسؤولين المنتخبين حديثا في ليبيا ومع أعضاء" الجمعية التأسيسية المقبلة، لافتا إلى أن بإمكان هؤلاء الاعتماد على واشنطن لناحية الحصول على "دعم وصداقة دائمين". من جانب آخر هنأت فرنسا السلطات والشعب الليبيين على "نجاح أول انتخابات حرة" في ليبيا، و"أعربت عن ثقتها بالنواب الجدد للإسراع في اختيار شخصية قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية السياسية حتى نهايتها"، كما أعلن وزير الخارجية لوران فابيوس أول أمس الأربعاء. وأضاف فابيوس في بيان، أن "فرنسا توجه تهانيها الحارة إلى السلطات والشعب الليبيين على نجاح هذه الانتخابات الأولى الحرة في ليبيا. وهي تشيد خصوصا بالمشاركة الكبيرة، وحسن تنظيم" هذه الانتخابات. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي، أن فرنسا "تعرب عن أمنياتها بالنجاح للنواب الجدد، وتؤكد لهم دعهما الكامل لبناء دولة قانون، ومتابعة تعاون بلادنا في إقامة المؤسسات الليبية الجديدة". وخلص الوزير الفرنسي إلى القول، "على غرار ما فعلت منذ بداية هذه الثورة، ستواصل فرنسا مواكبة العملية الانتقالية لليبيا نحو دولة ديموقراطية. وتعرب عن ثقتها بالنواب الجدد للإسراع في اختيار شخصية تتحلى ببعد النظر، ونشطة، وقادرة على جمع الليبيين حول مشروع مشترك لقيادة العملية الانتقالية السياسية إلى نهايتها". وأظهرت النتائج التي أعلنت الثلاثاء الماضي في ليبيا، فوز الليبراليين على الإسلاميين في أول انتخابات تجري في البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافي لكن دون أن يتضح بعد ما إذا كانوا ضمنوا بذلك الأكثرية في المؤتمر الوطني العام أو المجلس التأسيسي. ونال تحالف القوى الوطنية بقيادة رئيس الوزراء السابق في المجلس الوطني الانتقالي الحاكم محمود جبريل، 39 مقعدا من أصل 80 في المؤتمر الوطني العام وهو أول مجلس منتخب بعد أكثر من أربعة عقود من الحكم المنفرد.