قال برينستون ليمان المبعوث الأمريكي الخاص لجنوب وشمال السودان في الذكرى الأولى لانفصال الجنوب أن البلدين يلعبان لعبة مميتة تهدد نجاحهما. وقال ليمان أن العلاقات المتأزمة بين السودان وجنوب السودان ستؤدي إلى إبطاء نمو مطلوب بشدة ما لم يتفاوض البلدان لتسوية قضية الحدود والنفط التي لا تزال بدون حل رغم مرور عام على الانفصال، وقال ليمان "يعتقد كل طرف أن الآخر أكثر ضعفا،، لكن هذا الأسلوب خطير للغاية، انه شكل من أشكال النهج الانتحاري الاقتصادي"،وجاء تقييم ليمان القاتم بعد ضغط مارسته الولاياتالمتحدة على الطرفين لحل خلافاتهما التي تهدد بإلقاء ظلال على صورة جنوب السودان بصفته أحدث دولة مستقلة في قارة إفريقيا، ووعدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمساعدة جنوب السودان اقتصاديا وعرضت على السودان الذي تدرج الولاياتالمتحدة اسمه ضمن الدول التي ترعى الإرهاب وتخضع لحظر تجاري أمريكي منذ عام 1997 إقامة علاقات أفضل معه إذا هدأت النزاعات العالقة مع الجنوب، وأوقف جنوب السودان 98 في المائة من عائداته في يناير عندما أغلق إنتاج النفط بسبب نزاع مع الخرطوم حول تقاسم العائدات ورسوم استخدام خط أنابيب يمر عبر السودان وهو المخرج الوحيد لصادرات النفط. ويكافح جنوب السودان وهو من أفقر دول العالم لتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيه البالغ عددهم نحو 2ر8 مليون شخص وأصبح الكثير من مواطني الجنوب يتساءلون عن المكاسب المادية للاستقلال،ويكافح السودان الذي خسر ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي والكثير من دخله عندما انفصل الجنوب تضخما ومشاكل اقتصادية أخرى أدت إلى خروج احتجاجات شعبية،وأعلنت الخرطوم الشهر الماضي إجراءات للتقشف بوقف دعم سلع كالسكر والوقود لان الحكومة التي تواجه أزمة ديون متصاعدة لم يعد بإمكانها تحمل التكلفة،وزادت الأزمة الاقتصادية المتنامية من التأزم السياسي بين الجارين اللذين يتنازعان في مناطق حدودية مثل ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ومازالت الخلافات بينهما قائمة حول مصير منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها، وحصل جنوب السودان على استقلاله العام الماضي بعد عقدين من الحروب بين الجنوب ذي الأغلبية المسيحية والشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة مما أسفر عن مقتل مليوني شخص، وقال ليمان إن مفاوضات أجريت منذ أن أوقف السودان إنتاجه النفطي لكن لم يتم حل سوى قلة من القضايا الرئيسية، وحث ليمان جنوب السودان على استئناف إنتاج النفط والعمل مع السودان لتقليل التوتر، وقال "من التحديات الأكثر إلحاحا لجنوب السودان إتباع نهج عملي وصعب وشجاع لازمته الاقتصادية الحالية،، وبدون عائدات النفط سيتم تأخير الكثير من مشروعات التنمية الموجودة في الكتب حاليا"، وقال دهانوياك اوبونجو القائم بأعمال سفارة جنوب السودان في واشنطن أن بلاده تبحث عن بدائل لخط الأنابيب الذي يمر بالسودان وتخطط لبناء أنبوب عبر جيبوتي خلال الثلاثين شهرا المقبلة، وقال ليمان إن هذا الجدول الزمني "متفائل بشكل مفرط".