اختتمت، مساء أول أمس بآسفي، الدورة الحادية عشر لمهرجان فن العيطة التي حملت هذه السنة اسم الفنان الراحل محمد رويشة، والتي نظمتها وزارة الثقافة، من 28 يونيو المنصرم إلى فاتح يوليوز الحالي، بالتعاون مع ولاية جهة دكالة عبدة وبتنسيق مع عدد من الشركاء من بينهم المجمع الشريف للفوسفاط. واستمتع الجمهور، الذي حج بعشرات الآلاف إلى ساحة مولاي يوسف، مكان المنصة الرسمية للمهرجان، بأمسيات فنية شاركت فيها عدد من فرق فن العيطة الذي يشكل جزء من التراث الثقافي الشفاهي بجهة دكالة عبدة إلى جانب فرق فنية لنفس النمط الغنائي من خارج الجهة. وتألق في الأمسية الأخيرة من هذا المهرجان اسم الفنان الصاعد أحمد رويشة نجل الراحل محمد رويشة، إلى جانب الفنان عبد العزيز الستاتي ومجموعة «اخوت لعلام». وشارك في أمسية يوم السبت كل من مجموعة الفنان بنعكيدة وهي فرقة عريقة ارتبط اسمها باسم الراحلة فاطنة بنت الحسين التي أطلق عليها لقب «أسطورة الغناء الشعبي». وتعد هذه الفرقة من بين أبرز الفرق الفنية المحافظة على الموروث الأصيل لهذا اللون الغنائي وكذلك الفنانة شريفة ذات الصوت الأطلسي الأمازيغي والتي سبق لها أن كانت ضمن مجموعة الراحل رويشة إلى جانب الفنان سعيد الصنهاجي. وتميزت الأمسية الثانية من هذا المهرجان، التي فاق عدد الجمهور بها 100 ألف متفرج، بمشاركة الفنان جمال الزرهوني شيخ العيطة الحصباوية الذي يبدي في كل المناسبات حرصا استثنائيا على تطوير العيطة العبدية مع الحفاظ على هويتها الفنية والاجتماعية. وتفاعل الجمهور بشكل متفرد مع الفنانة زينة الداودية، المعروفة بعزفها التقليدي على الكمان مع استعمال آلات عصرية، في أداء مقطوعتها الغنائية، وكذا الفنان ولد الصوبة الذي تعرف أغانيه، من العيطة الحصباوية والشياظمية، إقبالا كبير لدى جمهور المنطقة. وشارك في الأمسية الافتتاحية لهذه الدورة الفنان عابدين أحد الرواد المجددين للعيطة الحصباوية والذي أبان عن ميل متميز في المزج بالآلة الوترية بين إيقاعات الأطلس المتوسط وأغاني السهول المغربية من خلال مضامين ذات طابع اجتماعي وإنساني. كما تفاعل الجمهور في هذه الليلة مع مقطوعات الفنان خديجة مركوم والفنان الحاج عبد المغيث.