نفوق 17 في المائة من الدواجن وتراجع بيض الاستهلاك ب 10 في المائة قال يوسف العلوي، رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن، إن عملية جرد حصيلة القطاع، عقب الحرارة المفرطة التي شهدها المغرب خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر يونيو، أسفرت عن تكبد خسائر هامة، فاقت 131 مليون درهم، نتيجة نفوق 17 بالمائة من الدواجن. وحصر يوسف العلوي، في تصريح خص به بيان اليوم، متوسط الخسائر الأولية على الصعيد الوطني، عقب موجة الحرارة التي تراوحت، خلال الفترة ما بين 25 و28 يونيو الجاري، بين 40 و46 درجة، وبلغت ذروتها 48 درجة في بعض المناطق التي تعرف تمركزا قويا لتربية الدواجن، (حصرها) في نفوق 12 في المائة من الدجاج الذي يوجد في آخر مرحلة للإنتاج و5 في المائة من الديك الرومي الذي يوجد في المرحلة ذاتها، ناهيك عن تسبب ارتفاع درجة الحرارة في فقدان 25في المائة من وزن الدجاج وتراجع بيض الاستهلاك ب 10 في المائة. وعبر العلوي عن خشية مهنيي القطاع من وقوع خسائر مماثلة في حال حدوث موجة حرارة قبل حلول شهر رمضان، رابطا علاقة مباشرة بين واقع القطاع الذي يصارع الحرارة وبين لهيب أسعار اللحوم البيضاء والتي قد تصل إلى مستويات قياسية. في هذا السياق، أشار بلاغ للفدرالية البيمهنية للدواجن، إلى أن الارتفاع النسبي الذي عرفته أسعار بيع منتجات الدواجن في الأسواق يعزى إلى نفوقها وتراجع في أداء القطاع، متوقعة استمرار هذا الوضع لعدة أسابيع بسبب الانخفاض المتوقع في العرض من هذه المنتجات في الأسواق بعد انخفاض الإنتاج المحلي من الدواجن في مختلف المراحل. وقال البلاغ، إنه في أعقاب ارتفاع أسعار المواد الأولية بما في ذلك الذرة والصوجا في الأسواق العالمية منذ شتنبر 2010، شهدت أثمان منتجات الدواجن زيادة مهمة، إذ انتقل سعر الكيلوغرام من 11.5 درهما إلى 13.5 درهما بالنسبة للدجاج، ومن 13.5 إلى 15.5 درهما بالنسبة للديك الرومي ومن 0.65 إلى 0.75 درهما بالنسبة للبيض. وهي أسعار مرشحة للارتفاع، يقول رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن، نتيجة ارتفاع الطلب الموسمي، ارتباطا بفصل الصيف وما يشهده من حفلات وأعراس، مقارنة بعرض يصارع المربون لتوفيره في أحسن الظروف. ووفق يوسف العلوي، سجلت الاستغلاليات الصغيرة، المتراوح دروتها الإنتاجية بين 2500 و 5000 رأسا، أكبر الخسائر ، مبررا ذلك بضعف تجهيزاتها، وبالتالي عدم قدرتها على مواجهة ارتفاع الحرارة، كما كان الشأن عليه خلال فصل الصيف الجاري . وقد انعكس النفوق الواسع للدواجن على إنتاج اللحوم البيضاء الذي انخفض بشكل ملموس. فالكمية الإجمالية المنتجة خلال بداية فصل الصيف، وفق إحصائيات الفيدرالية البيمهنية للدواجن، بلغت على التوالي 31100 طن و16200 طن، فيما كان الإنتاج يصل في فترات مماثلة وعادية إلى ما بين 34600 و18200 طن. ويبدو أن المهنيين قد استوعبوا درس «لعنة الحرارة» جيدا، وهم عازمون على عدم السماح بتكرار خسائر مماثلة، أو على الأقل التقليص منها بشكل كبير، عبر تغيير أساليب المواجهة عند حدوث تقلبات مناخية. في هذا الإطار، قامت الفيدرالية البيمهنية للدواجن، حسب يوسف العلوي، بحملة تحسيسية جابت التراب الوطني بهدف إقناع المهنيين بضرورة تأهيل أنظمة التبريد من أجل حماية الدواجن عند كل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، وضمان استقرار معدل النفوق السنوي في معدل لا يتجاوز 3 إلى 4 % . ولا تقتصر الحملة التحسيسية على هذا الجانب فحسب، يقول العلوي، فجميع المهنيين يجب أن يكونوا على دراية بالقانون رقم 49 /99 المتعلق بعملية تركيز الدواجن في طور التربية (12 وحدة في المتر المربع) وبالإمكانات التي يتيحها التأهيل، إذ يمكن لهذا المعدل أن يصل إلى 15 وحدة في المتر المربع الواحد، شريطة تزويد الاستغلالية بنظام أوتوماتيكي لتغذية الدواجن؛ بل قد يرتفع إلى 18 وحدة في المتر المربع الواحد عند تبني نظام «باد كولين» أو نظام التبريد. وهو ما يعني توظيف استثمارات هامة ومكلفة، تفسر إلى حد بعيد عزوف ما لا يقل عن 5800 ضيعة خاصة بتربية الدواجن عن هذا النظام. بيد أن الحل يوجد اليوم على مرمى حجر، يقول رئيس مهنيي الدواجن. فالفيدرالية والحكومة وقعتا عقد شراكة قدمت بموجبه وزارة الفلاحة دعما يصل إلى 30 % من قيمة وسائل التبريد ما سيمكن أرباب الضيعات الفلاحية من معدل تفضيلي عند الاقتراض بغرض تمويل التجهيزات المتعلقة بنظام التبريد. وبمعنى أكثر وضوحا، يقول رئيس الفيدرالية، هناك اتفاقية تربط الفدرالية بالقرض الفلاحي تضمن للمهنيين قروضا بمعدل 6 %، على أن تتحمل الدولة نصف التكاليف. كما أن هاته الأخيرة تعهدت بإعفاء المهنيين من الضرائب المتعلقة ب«الذرة» و«السوجا» اللتين تمثلان نسبة 90 % من المدخلات الضرورية لإنتاج علف الدواجن.