الحكومة تعفي مربي الدواجن من ضريبة الذرة والسوجا سنة 2011 وتقدم دعما بقيمة 30 % من ثمن معدات التبريد قال خير الدين السوسي، رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن، في تصريح خص به بيان اليوم، إن عملية جرد حصيلة القطاع، عقب الحرارة المفرطة التي شهدها شهر يونيو وبداية يوليوز لازالت في بدايتها، مؤكدا أن الخسائر، إلى حدود الأسبوع الأول من الشهر الجاري، تظل محدودة في أرقام معقولة. وربط خير الدين السوسي علاقة مباشرة بين واقع القطاع الذي يصارع الحرارة وبين لهيب أسعار اللحوم البيضاء. بيد أنه أوضح أن ارتفاع الطلب الموسمي، ارتباطا بفصل الصيف وما يشهده من حفلات وأعراس، مقارنة بعرض يصارع المربون لتوفيره في أحسن الظروف، يفسر أيضا القفزة الكبيرة للأسعار من 11 درهم بداية الشهر الماضي إلى 18 درهما أمس الثلاثاء. وخلال شهر يونيو المنصرم والأسبوع الأول من يوليوز، بلغت الخسائر، حسب الفيدرالية البيمهنية للدواجن، حوالي مليار سنتيم، موزعة على 200 مليون سنتيم كتكلفة مباشرة لنفوق 10 % من الدواجن، و800 مليون سنتيم كقيمة للأرباح الضائعة والتكاليف الإضافية . ووفق رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن، سجلت الاستغلاليات الصغيرة، المتراوح دروتها الإنتاجية بين 2500 و 5000 رأس، أكبر الخسائر وأهمها، مبررا ذلك بضعف تجهيزاتها، وبالتالي عدم قدرتها على مواجهة ارتفاع الحرارة، كما كان الشأن عليه خلال فصل الصيف الجاري . وقد انعكس النفوق الواسع للدواجن على إنتاج اللحوم البيضاء الذي انخفض بشكل ملموس. فالكمية الإجمالية المنتجة خلال شهري يونيو والنصف الأول من يوليوز، وفق إحصائيات الفيدرالية البيمهنية للدواجن، بلغت على التوالي 31100 طن و16200 طن، فيما كان الإنتاج يصل في فترات مماثلة وعادية إلى ما بين 34600 و18200 طن. ويبدو أن المهنيين قد استوعبوا درس «لعنة الحرارة» جيدا، وهم عازمون على عدم السماح بتكرار خسائر مماثلة، أو على الأقل التقليص منها بشكل كبير، عبر تغيير أساليب المواجهة عند حدوث تقلبات مناخية. في هذا الإطار، قامت الفيدرالية البيمهنية للدواجن، حسب خير الدين السوسي، بحملة تحسيسية جابت التراب الوطني بهدف إقناع المهنيين بضرورة تأهيل أنظمة التبريد من أجل حماية الدواجن عند كل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، وضمان استقرار معدل النفوق السنوي في معدل لا يتجاوز 3 إلى 4 % . ولا تقتصر الحملة التحسيسية على هذا الجانب فحسب، يقول رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن، فجميع المهنيين يجب أن يكونوا على دراية بالقانون رقم 49 /99 المتعلق بعملية تركيز الدواجن في طور التربية (12 وحدة في المتر المربع) وبالإمكانات التي يتيحها التأهيل، إذ يمكن لهذا المعدل أن يصل إلى 15 وحدة في المتر المربع الواحد، شريطة تزويد الاستغلالية بنظام أوتوماتيكي لتغذية الدواجن؛ بل قد يرتفع إلى 18 وحدة في المتر المربع الواحد عند تبني نظام «باد كولين» أو نظام التبريد. وهو ما يعني توظيف استثمارات هامة ومكلفة، تفسر إلى حد بعيد عزوف ما لا يقل عن 5800 ضيعة خاصة بتربية الدواجن عن هذا النظام. بيد أن الحل يوجد اليوم على مرمى حجر، يقول السوسي. فالفيدرالية والحكومة وقعتا عقد شراكة قدمت بموجبه وزارة الفلاحة دعما يصل إلى 30 % من قيمة وسائل التبريد ما سيمكن أرباب الضيعات الفلاحية من معدل تفضيلي عند الاقتراض بغرض تمويل التجهيزات المتعلقة بنظام التبريد. وبمعنى أكثر وضوحا، يقول رئيس الفيدرالية، هناك اتفاقية تربط الفدرالية بالقرض الفلاحي تضمن للمهنيين قروضا بمعدل 6 %، على أن تتحمل الدولة نصف التكاليف. كما أن هاته الأخيرة تعهدت بإعفاء المهنيين من الضرائب المتعلقة ب«الذرة» و«السوجا» اللتين تمثلان نسبة 90 % من المدخلات الضرورية لإنتاج علف الدواجن . وفي انتظار النتائج الملموسة لهذه المبادرات، أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية في تصريح لبيان اليوم أن المغرب سيشهد بداية من يوم الجمعة القادم ارتفاعات هامة لدرجات الحرارة ستمتد إلى ما بعد شهر رمضان. مما يهدد قطاع الدواجن الذي أعلن مهنيوه أن الأسعار لن تتراجع وقد تعرف مزيدا من الارتفاع خلال الشهر الفضيل.