رغم مرور أسبوع على انقضاء موجة الحر، فإن أسعار الدواجن في الأسواق المغربية ما زالت ملتهبة، حيث بلغت أعلى مستوى لها منذ بداية السنة الجارية، إذ تصل إلى 17,5 درهما في وحدات إنتاج «دجاج اللحم»، أي ما بين 18 إلى 20 درهما لدى باعة الدجاج والديك الرومي، ويتوقع مدير الفدرالية المهنية لقطاع الدواجن خير الدين السوسي، أن يستمر ارتفاع أسعار الدواجن إلى غاية نهاية شهر غشت المقبل، على أن تبدأ الأسعار في الانخفاض مع حلول الدخول المدرسي. ويضيف السوسي، في تصريح ل «المساء»، أن جزءاً من ارتفاع الأسعار طبيعي بحكم خصوصية موسم الصيف حيث تتزايد أعداد الحفلات والأعراس التي تنظمها الأسر المغربية، وجزء منه مرتبط بالخسائر التي تكبدها القطاع جراء موجة الحر التي ضربت المغرب يومي الأحد والاثنين الماضيين، وخلفت نفوق 10 إلى 15 % من الدواجن الجاهزة للتسويق في مسالك التوزيع، حيث سجلت أعلى نسب النفوق في الدجاج الذي يفوق عمره 30 يوما والديك الرومي الذي يتجاوز عمره 80 يوماً، مما أدى إلى نقص في حجم العرض فارتفعت الأسعار بشكل كبير، لتنتقل من 13,85 درهما في الضيعات خلال الأسبوع الثالث من شهر يوليوز الحالي إلى 17,5 درهما خلال الأيام الماضية، أي بزيادة قاربت 4 دراهم والتي تشكل ارتفاعا ب 28 %. وكانت أكثر المناطق تضررا هي محور القنيطرةالدارالبيضاء وجهة سوس ماسة درعة بنسب تراوحت بين 35 % و60 %، ولكنها طالت الوحدات غير المتوفرة على أجهزة التبريد. ولا ينتظر أن تنخفض الأسعار مع مرور الأيام إلا بشكل طفيف، وذلك بفعل انتهاء الدورة الموالية لإنتاج الدواجن، سواء تعلق الأمر بدجاج اللحم أو الديك الرومي، ويعزى السبب إلى قوة الطلب على هذه المادة الغذائية في فترة تسجل ذروة استهلاك لحم الدجاج والديك الرومي، وحتى باقي فترات السنة التي تعرف ارتفاعات كبيرة في الأسعار كأشهر أبريل وأكتوبر ونونبر لا تضاهي مستوى الارتفاع خلال أشهر الصيف. وحول احتمال استمرار الأسعار في الزيادة، أضاف خير الدين السوسي أن الاحتمال قائم لتسجيل زيادة أخرى أو انخفاض في الأسعار، تبعا لتقلبات العرض والطلب، وفي حالة حدوث موجة حر جديدة، وأشار إلى أن التوقعات الجوية للأيام القليلة المقبلة لا تتنبأ بارتفاع كبير في درجات الحرارة. وارتباطا بموجة الحر وما خلفته من أضرار، علمت «المساء» أن عمليات دفن الدواجن التي قضت عليها الحرارة قد تمت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء بمساعدة من السلطات المحلية ومراقبة مشددة من المصالح البيطرية لوزارة الفلاحة، وقد ساعد على ذلك، حسب تصريح رئيس فدرالية قطاع الدواجن توفر كل ضيعات إنتاج الدواجن المرخص لها (5600 وحدة في المغرب) على حفر مخصصة لدفن الدواجن النافقة. كما أوضحت الوزارة في بلاغ، أصدرته الأسبوع الماضي، أنها وضعت التدابير الضرورية بتعاون مع فدرالية المهنيين للتحكم في الوضع، من خلال إحداث خلية لليقظة داخل الوزارة وبتنسيق مع وزارة الداخلية، ومهمتها ضمان يقظة صحية ومعالجة المعطيات الخاصة بالقطاع خلال هذه الظرفية الحساسة من السنة. المغربي يستهلك 15.4 كلغ من الدجاج سنويا يستهلك المغربي كل سنة في المتوسط 15,4 كلغ من لحوم الدجاج، وتشتغل في إنتاج لحوم الدجاج 3616 وحدة مرخصا لها، وتوجد 23 مجزرة صناعية معترف بها في المغرب، تبعا لإحصائيات فدرالية قطاع الدواجن. وقد انتقل الإنتاج السنوي للحوم الدجاج في القطاع العصري من 320 ألف طن في عام 2006 إلى 370 ألفا في السنة الموالية و440 ألفاً في 2008، وفيما بلغ إنتاج الديك الرومي 30 ألفا سنة 2006 ثم 40 ألفا في 2007، قبل أن يستقر في 50 ألفا في 2008.