اليوم يعقد حزب الاستقلال مؤتمره الوطني السادس عشر بمشاركة أزيد من خمسة آلاف مؤتمرة ومؤتمر من مختلف مناطق المملكة، وبحضور ضيوف أجانب، وهو الحدث الذي يتطلع الاستقلاليون إلى جعله مؤسسا لمرحلة جديدة في مسيرة حزبهم. المؤكد أن مؤتمر حزب الاستقلال سيفضي إلى انتخاب أمين عام جديد يخلف الأستاذ عباس الفاسي على رأس الحزب، كما أنه من دون شك سيكون للسياق السياسي والمؤسساتي حضوره القوي في مناقشات المؤتمر ومقرراته، وبالتالي فإن المشهد الحزبي والسياسي في البلاد يبقى متطلعا لمعرفة نتائج وخلاصات مؤتمر حزب «الميزان»، وأيضا ما سيفتحه من آفاق في المسيرة النضالية للقوى الوطنية والديمقراطية. الأسابيع المقبلة ستشهد كذلك مؤتمرات لقوى وطنية أخرى، وتدل المؤشرات المتوفرة لحد الآن أنها بدورها ستؤسس لتغيرات داخلية وتنظيمية تهم الأحزاب المعنية، ولكن ستكون لذلك تأثيرات على المنظومة الحزبية الوطنية في المقبل من الشهور والسنوات، وربما قد تتيح بعض المؤتمرات الحزبية القريبة، وبعض الديناميات التشاورية الجارية هنا وهناك تشكيل صورة مختلفة لمكونات حقلنا الحزبي. والأهم اليوم أن تساهم هذه المؤتمرات الحزبية في تكريس أحزاب قوية وموحدة وتتميز باستقلالية القرار وبدينامية سياسية وتنظيمية حقيقية، وبجاذبية واضحة في المجتمع، لأن وجود هذه القوى الحقيقية هو صمام الأمان الحقيقي لمجتمعنا ولمسارنا الديمقراطي. وفي السياق ذاته، فإن مؤتمرات الأحزاب هي مناسبة أيضا لتقديم كفاءات جديدة، وجعل نخبتنا السياسية والحزبية تتجدد وتتوسع وتنفتح، وتمنح بلادنا أطرا وفاعلين على استعداد للمساهمة في تأطير الشعب والنهوض بمهام البلاد، كما أنها مناسبة لتوضيح خارطة التحالفات الحزبية والسياسية، وبالتالي الدفع في اتجاه مزيد من الوضوح السياسي، ومزيد من المعنى والصدقية في السلوك السياسي الوطني. إن انعقاد مؤتمر حزب وطني كبير مثل الاستقلال، يجعل كل المناضلين والقوى الوطنية والديمقراطية الجادة معنية بضرورة نجاحه، دفاعا عن تعددية سياسية قوية ومنتجة في البلاد، ودفاعا عن قوة الأحزاب الوطنية الحقيقية، وحماية أيضا لبلادنا من أساليب التحكم والهيمنة. حقلنا الحزبي والانتخابي يطرح اليوم الكثير من الأسئلة، منها ما يتعلق بالمحيط القانوني والمجتمعي، ومنها ما يرتبط بالبيت الداخلي للأحزاب نفسها، وبممارستها التنظيمية والإشعاعية، ولهذا فإن الأحزاب ذات الأصل والتاريخ والهوية هي القادرة على صياغة الأجوبة، والعمل من أجل تأهيل حقيقي لحياتنا الحزبية والسياسية والمؤسساتية، وهذا هو الانشغال الحقيقي الذي يجب استحضاره اليوم من لدن مناضلات ومناضلي هذه القوى الوطنية، سواء التي تعقد مؤتمراتها أو الأخرى التي تستعد لذلك أو خلصت منه مؤخرا. هي مؤتمرات إذن لا تهم فقط مناضلي الأحزاب التي تعقدها، وإنما هي مناسبات سياسية تعني المغرب والمغاربة، وهذا هو المهم. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته