تواصلت أمس الجمعة بالرباط٬ أشغال اللجنة المشتركة المغربية – الكونغولية التي افتتحت أول أمس الخميس، برئاسة مشتركة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ونظيره الكونغولي بازيل إكويبي. وانكبت هذه اللجنة٬ على مدى يومين٬ على دراسة وتقييم القضايا الرئيسية المرتبطة بالعلاقات الثنائية خاصة تنمية الروابط الاقتصادية بين الرباط وبرازافيل. وخلال الجلسة الافتتاحية٬ أشاد العثماني بالعلاقات الدبلوماسية الممتازة التي تجمع بين البلدين٬ مشيرا إلى أن انعقاد هذه اللجنة يندرج في إطار الإستراتيجية المغربية الرامية إلى تعزيز العلاقات مع البلدان الإفريقية٬ واستعداد المملكة لمواكبة الكونغو في مسارها التنموي. وسجل رئيس الدبلوماسية المغربية أن تبادل الزيارات بين البلدين دفع بدينامية العلاقات الثنائية٬ مذكرا بأن المغرب والكونغو وضعا معا إطارا طموحا سيمكن من تطوير هذه العلاقات أكثر. إلا أن الوزير المغربي أعرب عن أسفه لكون حجم المبادلات التجارية يبقى دون الفرص التي يتيحها الجانبان لكليهما٬ مضيفا أن هذا الاجتماع يمثل فرصة لتقييم النتائج التي تحققت في مختلف مجالات التعاون٬ وبحث آفاق توسيع نطاق هذا التعاون٬ لاسيما من خلال النهوض بالاستثمارات في كلا الجانبين. وعلى المستوى الإقليمي٬ أكد العثماني على أن المغرب يولي أهمية خاصة للأمن في منطقة الساحل والصحراء٬ مشيرا إلى أن المملكة تؤيد٬ في هذا السياق٬ الجهود التي تبذلها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو). واعتبر٬ في هذا الصدد٬ أن دينامية سياسية بين البلدان الإفريقية المعنية أمر ضروري لإرساء دعائم الأمن في هذه المنطقة. وفي ما يتعلق بالقضايا الدولية٬ أشار الوزير إلى أن التعاون في إطار المنظمات الدولية٬ بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث يحضر المغرب كعضو غير دائم٬ من شأنه أن يساهم في حل مشاكل القارة الإفريقية. وبدوره أشاد وزير الخارجية الكونغولي بازيل إكويبي بطبيعة العلاقات الدبلوماسية القائمة بين الرباط وبرازافيل٬ مضيفا أن هذه الروابط تتجذر في عمق الشراكة الاستراتيجية الثنائية. وذكر بأنه منذ الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس سنة 2006 لجمهورية الكونغو٬ وانعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة في 2007 ، وكذا الزيارة التي قامت بها في دجنبر الماضي قافلة المغرب-تصدير٬» تم اعتماد عدة التزامات ينبغي تفعيلها اليوم». وقال إن «طموحنا عظيم بالنظر للالتزام القوي الذي للمغرب تجاه إفريقيا»٬ مشددا على أن الكونغو تعتمد في مسلسل نموها وتحديثها على دعم ومواكبة المغرب . ولاحظ إيكويبي أنه بالإمكان خدمة هذه العلاقة المتميزة وتعميقها من خلال عدد من الاتفاقيات في مجالات متنوعة كالتجارة والنقل الجوي والصيد البحري والصحة والتعليم. و دعا ٬ في هذا السياق٬ إلى إنشاء غرفة مغربية- كونغولية للتجارة ٬ بغرض متابعة تنفيذ المشاريع المعتمدة بين الجانبين. كما رحب بالإنجازات التي تحققت٬ لاسيما في القطاع المصرفي والنقل الجوي والتعليم العالي٬ مذكرا بالمنح الدراسية التي يستفيد منها الطلبة الكونغوليون بالمغرب. ووصف ب»الواعدة» آفاق تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين٬ وذلك بسبب الاستقرار السياسي الذي يعرفه البلدان٬ مرحبا بالتجربة المغربية الغنية جدا في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي. ومن المنتظر أن يكون الطرفان قد وقعا في نهاية أشغال اللجنة المشتركة الثانية عددا من الاتفاقيات حول الشراكة والتعاون في مجالات عدة.