تكريم الكاتب المسرحي محمد قاوتي والباحثة الألمانية اريكا فيشر ليشته تحولات الفرجة/ فرجة التحولات، تحت هذا العنوان العريض، انطلقت يوم أمس الجمعة بمدينة البوغاز فعاليات الدورة الثامنة لتظاهرة طنجة المشهدية، وحسب بلاغ للمركز الدولي لدراسات الفرجة، الجهة التي دأبت منذ عقد تقريبا على تنظيم هذا الحدث الثقافي المتميز الذي يحتفي بفنون الفرجة، فان برنامج الدورة الثامنة سوف يعرف العديد من الفقرات، وجريا على العادة سيستقدم إليه أسماء كبيرة في عالم، الكتابة، الإخراج، النقد والممارسة المسرحية من أنحاء العالم ومن المغرب أيضا، وتتميز هذه الدورة بالاحتفاء بالعديد من الاصدارات الجديدة والمتميزة في مجال المسرح، حيث يتم تكريم اسمين مسرحيين بارزين: الكاتب المغربي محمد قاوتي، الذي سيتم تكريمه يوم الاحد القادم والاحتفاء بصدور الترجمة الانجليزية للنص المسرحي ”نومانزلاند” ، وكتاب “محمد قاوتي: سلسبيل تامغرابيت الذي هو عبارة عن شهادات وكتابات نقدية عن شخصية محمد قاوتي وكتاباته الابداعية، بينما تميز انطلاق المهرجان بتكريم المفكرة الألمانية اريكا فيشر ليشته والاحتفاء بصدور الترجمة العربية التي قامت بها الدكتورة مروة مهدي لكتابها “جماليات الأداء: نظرية في علم العرض”. وحسب البلاغ دائما فان الدورة الثامنة لمهرجان طنجة للفنون المشهدية سيحتفي بالعديد من الاصدارات المسرحية الجديدة من بينها كتاب مسارح المغرب والجزائر وتونس: التقاليد الفرجوية في المغرب الكبير لكل من خالد أمين ومارفن كارلسون، والذي صدر مؤخراً عن دار Palgrave. بالاضافة الى أحدث إصدارات المركز الدولي لدراسات الفرجة، وهي كتاب ‘مسرح ما بعد الدراما' تأليف كريستل فايلر، حسن المنيعي، محمد سيف، مروة مهدي، وخالد أمين، و كتاب ‘المسرح ورهاناته' تأليف حسن المنيعي وخالد أمين. محمد قاوتي يعد الكاتب المسرحي المغربي محمد قاوتي أحد أبرز كتاب المسرح والمدافعين عن مسرح مغربي يستمد مبناه اللغوي، من اللسان المغربي الدارج الذي يتجلى في كتابات محمد قاوتي في أجمل أوضاعه البلاغية والجمالية ومتضمنا لصورة الهوية الثقافية المغربية الفريدة التي أبدعت بشكل قبلي اشكالا من الفرجة المتميزة التي كانت تعرض في الساحات والمواسم والدروب وفي البيوت ايضا، لطالما كانت كتابات قاوتي تهدف الى معانقة العالمية من خلال المحلية والخصوصية أو استدعاء الابداعات المسرحية الكونية لتتطابق مع ماهو خصوصي ومحلي، والتأكيد على وحدة التجربة الانسانية. وحسب العديد من النقاد ممن تناولوا شخصية وكتابات المبدع محمد قاوتي فان الرجل يعد أحد أبرز فرسان الكتابة الدرامية الجادة بالمغرب، عبر أكثر من أربعة عقود من العطاء المتواصل، أغنى خلالها المخزون المسرحي الوطني بالعديد من الابداعات التي خطت إسم قاوتي بحروف بارزة في سجل تاريخ المسرح المغربي نذكر من بينها: «الْگُفَّه» (1975)، «القرامطة يتمرنون، كما رواها خُلِيّْفَه في سوق اشْطَيْبَه» (1976)، «الحلاج يُصلب مرتين» (1978)، «اندحار الأوثان» (1980)، «رحلة مُوحَ» (1981)، «نومانس لاند» (1984)، «الرِّينْگْ» (1990)، «حَبّْ وَتْبَنْ» (1998)... بمثابة علامات مضيئة في الذاكرة المسرحية المغربية، وشهادة على الموهبة المسرحية المثقفة، تلك التي يتمتع بها الكاتب المسرحي الرصين محمد قاوتي. كما أن اقتباساته، أو بالأحرى ‹استنباتاته› لنصوص مسرحية عالمية وازنة مثل: «الذي يقول نعم، والذي يقول لا» لبرتولد برشت في مسرحية «العادة» (1976)، و»في انتظار گودو» لصامويل بيكيت في مسرحية «سِيدْنَا قْدَرْ» (1985)، و»السيد بونتيلا وتابعه ماتي» لبرتولد برشت في مسرحية «بُوغَابَه» (1989).