نظم المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس فعاليات الملتقى الثاني «اللقلاق الفصيح، ربيع كتب الصغار». واحتفت هذه التظاهرة، التي تأتي بعد تحقيق الدورة الأولى نجاحا متميزا، بكتاب الطفل عبر عرض عناوين جديدة لمتخصصين في المجال من المغرب وفرنسا وباللغتين العربية والفرنسية. وأضحت هذه التظاهرة من المواعيد الثقافية الهامة بالعاصمة الإسماعيلية حيث كانت انطلاقتها، إلا أن المنظمين لها فضلوا أن يحلق اللقلاق هذه السنة بمدن تطوان والرباط وطنجة والدار البيضاء والجديدة، ويحمل رسالة تترجم مهام المعهد الفرنسي بالمغرب، وتجسد التعاون التربوي بين البلدين. وتهدف هذه التظاهرة الموجهة للصغار المتراوحة أعمارهم ما بين 7 و12 سنة، وإلى تشجيعهم على الإقبال على القراءة والمساهمة في الحركية الثقافية والرواج الاقتصادي لكتب الصغار في المغرب والاطلاع على الجديد في مجال النشر الخاص بهم، وتحفيزهم على مزيد من القراءة لاكتساب المعارف والانفتاح أكثر على أفق أرحب للتعلم. وأكدت مديرة المعهد الفرنسي بمكناس ماري أنيك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأهداف المسطرة لهذه التظاهرة لا تكمن في تنظيم معرض وعرض العناوين بقدر ما تكمن في إعطاء الرغبة في القراءة للأطفال وتحسيسهم بأهميتها في حياتهم ومسارهم الدراسي ومدى تأثيرها على مستقبلهم. واعتبرت أن القراءة يمكن تكريسها كتقليد وممارسة لدى الأطفال بسهولة أكثر باعتبار الطفولة أهم مرحلة في حياة الإنسان التي تكون بمثابة أرضية سهلة للتعلم و»الذي يقرأ صغيرا يستمر على ذلك طول حياته» مشيرة إلى أن الأسرة والمؤسسات التعلمية لها دور كبير في خلق هذه الرغبة لدى الأطفال. وأوضحت ماري أنيك ، أن تحقيق نجاح الدورة الأولى من هذه التظاهرة التي تشكل جزءا من برنامج الموسم الثقافي الفرنسي المغربي، شجع على توسيع رقعتها و»انطلاق اللقلاق الفصيح ليحلق في مدن أخرى» وخلق المتعة لدى الأطفال من خلال الحكواتيين وتعلم اللغة والكلمات وتوسيع مخيالهم واقتناء الجديد في عالم النشر والمشاركة في فقرات تنشيطية يؤطرها متخصصون من المغرب وفرنسا. كما اعتبرت أن التظاهرة مساهمة بسيطة من قبل المعهد لتثمين كتاب الطفل وتشجيع دور النشر المتخصصة ومنح فرصة للفاعلين في المجال من تبادل الخبرات، خاصة وأن الكتاب آلية بيداغوجية ثمينة بالنسبة للمدرسين والآباء الذي يكون هاجسهم نقل المعارف ومواكبة الطفل في مراحل نموه وتطوره. ويشارك في التظاهرة أسماء معروفة في عالم الكتابة وفنانين وحكواتيين ومحاضرين، من المغرب وفرنسا، حيث يشارك كتاب ورسامون، وناشرون، إلى جانب فضاء النقاش والحوار «شاي بالنعناع» الذي اختار في هذه الدورة مواضيع من قبيل «أي حكايات نختار لأطفالنا». وتميزت فعاليات التظاهرة بمحاور كبرى، منها «المكتبة» التي عرفت توقيع آخر الإصدارات الموجهة إلى الأطفال واقتنائها باللغتين العربية والفرنسية، و»الأيام المهنية» التي تناولت مواضيع ك»بناء خط تحريري»، و»العلاقة بين الكاتب والناشر» و»النشر والإبداع المشترك»، وتظاهرة «رحلة اللقلاق»، التي تقوم على إشراك مجموعة متنوعة من الأنشطة المقترحة، وعرض أفلام متحركة. كما تميزت الدورة الحالية بوضع إذاعة داخلية لبث برامج وحوارات مع الأطفال ومع المشاركين من كتاب وناشرين في هذه التظاهرة.