افتتحت بفضاء المعهد الفرنسي بمدينة مكناس ، مساء أمس الجمعة ، فعاليات الملتقى الأول لربيع كتاب الصغار تحت شعار "اللقلاق الفصيح" بعرض عناوين كتاب متخصصين في المجال من المغرب وفرنسا. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية المخصصة للصغار والشباب والتي ستستمر إلى غاية 11 أبريل الجاري، إلى تعميم رسالة أهمها "من يقرأ وهو صغير، يقرأ طيلة حياته"، عبر المساهمة في تشجيع الأطفال على الإقبال على القراءة والمساهمة أيضا في الحركية الثقافية والرواج الاقتصادي لكتب الصغار في المغرب. كما يشكل الملتقى الموجه لفئة تتراوح أعمارها ما بين 7 و12 سنة، والمنظم بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم لجهة مكناس-تافيلالت، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة، ومندوبية وزارة الشباب والرياضة بمكناس، والمندوبية الجهوية للسياحة بمكناس، إلى التحفيز على القراءة من أجل اكتساب المعارف والانفتاح أكثر على أفق أرحب للتعلم. وأكد السفير الفرنسي بالرباط السيد برونو جوبير في افتتاح الملتقى، أن هذه التظاهرة تندرج ضمن أهداف المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس الرامية، ليس فقط إلى إقامة معرض للكتاب، ولكن لمنح فرصة للأطفال للولوج إلى الكتاب، معتبرا أن التظاهرة تراهن على اكتشاف الأطفال وأولياء أمورهم متعة القراءة التي لا تشكل شأنا مقتصرا على المدرسة بقدر ما هي ممارسة تدخل ضمن دور الأسرة أيضا. وأضاف أن المغرب يشهد تطورا بارزا في مجال التمدرس وتراجعا في نسبة الأمية، كما أن الطبقة المتوسطة تولي أهمية قصوى لتعليم أبنائها، داعيا إلى تثمين القراءة وفتح المجال للكتاب والاهتمام به أكثر، ومؤكدا أن بلاده تتقاسم هذا الهاجس مع المغرب حيث ساهمت في مخطط تطوير الخزانات، وتواصل إسهامها في تنمية الكتاب. واعتبرت السيدة نادية السالمي الناشرة المتخصصة في كتب الأطفال ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذه المبادرة الأولى من نوعها لفائدة الأطفال متميزة على اعتبار أن هذه الفئة لا تشكل اهتمام القائمين على قطاع الكتاب، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي المرسوم لهذا الملتقى يكمن ، بالخصوص ، في تشجيع الأطفال على القراءة وتقريبهم من الكتاب. كما ترى حضور أطفال بكثرة في هذه التظاهرة خطوة جد إيجابية تمنحهم فرصة ملامسة ما يجري في عالم الكتاب والاطلاع على العناوين المعروضة وتصفحها واستدراج فضولهم الطفولي لمعرفة مضامينها واكتشاف عوالمها وجعل القراءة ممارسة طبيعية واعتيادية في المستقبل. وتتميز هذه التظاهرة التي حضر افتتاحها ، على الخصوص ، والي جهة مكناس- تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي، وممثل عمدة ستراسبورغ السيد ميشال شميد، ورئيس مجلس الجهة السيد سعيد شباعتو، وعدد من الشخصيات الثقافية والتربوية، بمشاركة أسماء معروفة في عالم الكتابة وفنانين وحكواتيين ومحاضرين، من المغرب وفرنسا، حيث يشارك 20 كاتبا ورساما، وثماني دور نشر، وثماني محاضرين، و"ثلاثة حكواتيين. وسيشكل الملتقى واجهة متميزة للإصدارات الثقافية الموجهة للأطفال، وفضاء للنقاش والحوار إذ يقترح هذا الموعد ورشات ولقاءات لتبادل الأفكار بين الأطفال وأيضا الشباب، واكتشاف الجديد في عالم الإصدارات. وتتميز فعاليات التظاهرة بثلاثة محاور كبرى، منها "المكتبة" التي ستتميز بتوقيع آخر الإصدارات الموجهة إلى الأطفال والشباب، وافتتاح سوق للترويج لهذه الأعمال الأدبية، وتظاهرة "رحلة اللقلاق"، التي تهدف إلى المشاركة في مجموعة متنوعة من الأنشطة المقترحة، إلى جانب عرض أفلام، و124 مشروعا أدبيا وفنيا ساهم فيه حوالي 2500 تلميذ من مختلف المؤسسات التعليمية بمدينة مكناس، ثم محور "أيام المهنيين"، عبر تنظيم لقاءات بين المهنيين والجمهور ، ستمنح المجال للمثقفين، ورجال التعليم، وأرباب المكتبات وغيرهم من الفاعلين إمكانية تعميق معارفهم، وتثمين مسألة استعمال كتب الصغار في إطار التكوين.