تدمر الساكنة المجاورة من أضراره وانعكاسها على صحة الأطفال والشيوخ عمدت السلطات المحلية والمجلس البلدي بسيدي يحيى الغرب، إلى بناء جدار ترابي عازل، لإخفاء مطرح النفايات المتواجد بالمدار الحضري شمالا، والذي يمتد بشكل متوازي مع شارع محمد الخامس (الطريق الرئيسية في اتجاه سيدي سليمان). وهاهي الإدارة الترابية تتبنى سياسة النعامة، إذ بمجرد انتشار خبر زيارة مولوية للإقليم حيث تريد إخفاء هذه المزبلة التي تشوه البيئة وتساهم في تدمير صحة الإنسان والحيوانات، وتلويث الفرشة المائية. ويتساءل الرأي العام المحلي عن الأموال التي أهدرت في عهد هذا المجلس، والتي لم تدرج يوما في إطار برامجها محاربة التلوث وإيجاد مطرح بديل، كما تتساءل الساكنة عن اتفاقية الشراكة التي أبرمت سابقا مع جماعة عامر السفلية حول مطرح للنفايات بشروط ومواصفات بيئية. وقد تحرك المجتمع المدني ومنذ سنوات للتنديد بهذا المطرح، لاسيما، الأحياء المجاورة (حي الفتح والسعادة)، التي تعاني كثيرا من لسعات الذباب في فصل الصيف، حيث انتشار الناموس وحشرات غريبة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، وتكاثر الكلاب والقطط الضالة.وكانت الساكنة، طيلة السنة، تشكو من تغير في طعم الماء الشروب وتخشى من أن تكون الفرشة المائية المحيطة قد تلوثت. وقد وقفت، بيان اليوم، على مآسي أخرى وراء الجدار الرملي، تتمثل في أغنام ترعى وسط الزبالة وتأكل أكياس البلاستيك، وأبقار تقتات على قطع ملابس، وحمقى يقطنون وسط الأزبال، فيما أطفال أبرياء ينبشون وسط النفايات للحصول على قطع حديدية أو قنينات لبيعها مقابل دريهمات، بينما هنا وهناك أشجار محروقة، ولقالق مثخنة بالأزبال تذكر بحكاية (هاينة والغول). وقد عرف المطرح أكثر من مرة حرائق، مما زاد من معاناة السكان، لاسيما، سكان حي السعادة المجاور للمزبلة الذين عبر بعضهم في تصريحات لبيان اليوم، عن تذمرهم العارم من أضرار المطرح، ومدى انعكاسها على صحة الأطفال والشيوخ في فصل القيظ، حتى أن بعضهم صار يفكر في مطالبة الوداديات لعقد اجتماعات طارئة لإيجاد حل لهذه المعضلة، كما عبر هؤلاء عن استنكارهم لرئاسة المجلس التي تقوم بحملات سابقة لأوانها، وذلك من خلال الأوراش المفتوحة بالمدينة منذ الانتخابات التشريعية، ولم تنته بعد، وهي تدخل ضمن أجندة سياسية لخدمة الانتخابات المحلية صيف هذه السنة. هذا، مع العلم أن المواطنين اشتكوا لدى السلطات من طريقة الأشغال المفتوحة التي قطعت عن الساكنة كل الطرقات، وكسرت جميع مواسير الصرف الصحي والماء الصالح للشرب، كل هذا على مرأى ومسمع ومباركة من السلطات المحلية، وقد أثارت هذه السلوكات غضب ساكنة جميع الأحياء والتي احتجت أكثر من مرة أمام بوابة الباشا ورئيس المجلس البلدي (نموذج دوار السكة الغارق في همومه)، حيث لاماء ولا كهرباء ولا صرف صحي، حيث يمكن تصنيفه ضمن الأحياء المهمشة بامتياز، لا يليق بالمواطن اليحياوي الذي يضحي من أجل بلده ويعشقها حتى النخاع. وقد عبر عدد ممن استقت بيان اليوم أراءهم حول الأشغال الجارية، على أنهم ليسوا ضد الإصلاح وإنما مع وضع أولويات، تجعل المواطن يحس بكرامة العيش، من قبيل السكن اللائق- الماء الصالح للشرب- البنية التحتية، مستشفى- محاربة التلوث...... إن التستر على مزبلة ترمي بأطرافها إلى حدود القاعدة العسكرية، وإخفائها حتى لا ينزعج المسؤولون، يعد تزويرا للحقائق، يستدعي تصحيحه وتقويمه حتى لا تتسبب في كوارث صحية.