منذ أيام وسكان مدينة القنيطرة يستنشقون هواء ملوثا محملا بروائح كريهة منبعثة من مطرح النفايات المحاذي لنهر سبو، وكأن المجلس البلدي يبدع طريقته في الاحتفاء بالأيام الوطنية للبيئة! إن مطرح النفايات قد ظل، منذ 1973، يستغل بشكل عشوائي، حيث كانت الأزبال تغطي الطريق الثانوية 206 المؤدية إلى جماعة المناصرة، وهاهي الشركة صاحبة الامتياز تقوم بتقليب «مواجع» ما اختمر وتغطي فضاء المدينة بروائح لا تطاق. فهذه الشركةكانت قد باشرت عملية استغلال وتدبير المطرح انطلاقا من تهيئة الجزء الأول الذي يمتد على مساحة أربعة هكتارات وإعداد حوض مساحته خمسة آلاف متر مربع لتصريف المياه وعصارة النفايات، لكن هذه الأشغال توقفت، نظرا لعدم توصل الشركة بمستحقاتها المتراكمة في ذمة المجلس البلدي والتي بلغت 43 مليونا و656 ألفا و105 دراهم إلى حدود 31 دجنبر 2009. وحسب دفتر التحملات، فإن الشركة مطالبة بإعادة تأهيل المطرح واستقبال ومراقبة النفايات التي يتعين معالجتها وإحداث ممرات تقنية وطمر النفايات، وحفر خنادق وقنوات للمياه وتصريف مياه الأمطار وتهيئة مساحات خضراء وغرس أشجار. وهذا ما لم يتحقق منه أي شيء لحد الآن، فالروائح إذن ستظل تؤرق بال ساكنة المدينة وخاصة المرضى بالحساسية والشيوخ والأطفال، والمؤسسات الاستشفائية والمدارس، فالمطرح يقع بمنطقة أولاد برجال داخل المدار الحضري بمحاذاة الميناء والحي الصناعي إلى جانب محاذاته مباشرة لضفاف نهر سبو، ويستقبل حوالي 329 طنا يوميا، أي 120 طنا سنويا من النفايات بمختلف أنواعها المنزلية والطبية والصناعية ونفايات المجازر والمقاهي والمحلات التجارية... وهذه الوضعية الكارثية لها تأثيرات وخيمة على صحة المواطنين وسلامة الأغنام والأبقار التي تجد ضالتها في المزبلة، ناهيك عن الضرر المترتب عن غياب المعالجة وخاصة ما تعانيه الموارد المائية سواء السطحية أو الجوفية من خلال نهر سبو والفرشة المائية الساحلية، مع العلم أن وادي سبو يلعب دورا أساسيا في توفير مياه السقي وتزويد عدد كبير من الدواوير المجاورة بالماء الشروب. إنها كارثة بيئية بامتياز تستدعي مواجهة جماعية لوقف النزيف الذي سيأتي على الأخضر واليابس.