ظل مطرح الأزبال بمديونة محور ضرر كبير لسكان المناطق المتاخمة، فأضرار هذا المطرح متنوعة ومختلفة التأثير على مستوى تلوث البيئة والمياه الجوفية والروائح الكريهة وما إلى ذلك من المشاكل التي أصبحت مديونة كبوابة من بوابات العاصمة الاقتصادية تغرق فيها. وبلغنا أن مجلس جماعة مديونة وأعضاء من الغرفة الفلاحية للدار البيضاء قاموا بعدة محاولات من أجل رفع هذا الضرر الذي استمر على حساب صحة السكان منذ ما يزيد عن العقدين والنصف دون أن تتحرك الهمم، ووجهت عرائض في الموضوع إلى كل الدوائر المعنية. وحسب مصادر مقربة، فإن تدخل عامل إقليم النواصر بدوره لدعم دور المنتخبين واستنكار الساكنة لاستمرار الضرر دفع المسؤولين لاتخاذ إجراءات والتعاقد مع الشركة الأمريكية التي تسهر على مطرح النفايات بفاس لتقوم بمعالجة المطرح الحالي والإعداد لمطرح بديل غير بعيد على المنطقة . وإذ يشيد السكان بهذا القرار يطالبون بتأمين المعالجة كشرط لرفع الضرر. وفي دراسة أنجزها «ج. بيرغمان» المستشار بمنظمة دولية تعتني بالبيئة سجل ثلاث نقط حول المطرح حيث سجلت الدراسة أن هذا المطرح العمومي يحتل 60 هكتاراًَ 65% منها مستعملة لرمي الأزبال والقمامات بمعدل 3000 طن من النفايات يومياً أي أزيد من مليوني طن في السنة دون أن تخضع النفايات لأية معالجة، وفتح هذا المطرح لم يتم باستشارة المنتخبين المحليين وقد فتح منذ أزيد من ربع قرن في مقلع قديم للأحجار دون تأمين أدنى وسيلة لحماية البيئة خصوصا ضد تلوث المياه الجوفية الذي يهدد محيط المزبلة بأمراض وأوبئة خطيرة على مساحة تزيد عن الكيلومتر ويخشى أن ينتشر التلوث أبعد من ذلك خلال ما تبقى من عمر هذا المطرح، هذا بالإضافة إلى الدور والمساكن القريبة التي فقدت قيمتها وكذلك الأراضي لأن تدبير الأزبال لا يخضع لأية معايير تؤمن السلامة للسكان والبيئة على العموم، وأشارت الدراسة إلى أن الروائح الكريهة لهذه المزبلة أصبحت تقلق راحة الوافدين على مطار محمد الخامس من دول أخرى أو المغادرين له. ومعلوم أن مؤسسة كندية مهتمة كانت قد اقترحت إجراءات لتحسين هذه الوضعية لكن لم يتم الاهتمام بأي مقترح لتظل مزبلة مديونة وصمة عار على جبين مدينة بأكملها ولا ندري متى يأتي الفرج؟