عندما تقطن بجوار أحد مطارح النفايات المنزلية العمومية يصعب عليك تفادي ما ينفثه محيطه من أوساخ وروائح كريهة تتناثر بفعل الرياح لتنقل معها مختلف الأمراض. إنها الحياة اليومية لساكنة الجهة الشرقية للدار البيضاء، خاصة منطقة مديونة ومحيطها. فبالجهة الشرقية للعاصمة الاقتصادية توجد أكبر المطارح العمومية بالمملكة والتي تستقبل يوميا ما يربو عن 3 آلاف طن من النفايات المنزلية وجثث الحيوانات وريش الطيور وبقايا الأسماك ونفايات المستشفيات . تنبعث منها الروائح الكريهة التي تهدد صحة الساكنة القريبة ... هذا دون الحديث عن الأضرار المحتملة على مستوى المياه الجوفية والسلسلة الغذائية بفعل اتخاذها كمراع غير تقليدية لقطعان المواشي من قبل العديد من مربي الماشية. وأصبحت هذه الروائح الوبائية التي تنبعث من مدخنة هذا المطرح تشكل محنة حقيقية لا بالنسبة لمجاوريه فحسب، بل حتى لسائقي السيارات الذين يسلكون ذهابا وإيابا الطريق الرابطة بين الدار البيضاء والنواصر مرورا بمديونة، إذ يجدون أنفسهم مرغمين على حمل تلك الروائح إلى محلات سكناهم من خلال عجلات وهياكل سياراتهم. وما زال المجاورون لهذا المطرح يتعرضون بانزعاج إلى كافة أشكال الأمراض التي تترقبهم إن لم يكن البعض منهم قد أصيب فعلا باعتلالات وأعراض مرضية ظاهرة، وخاصة الأطفال الذين كتب عليهم أن يناموا ويستفيقوا يوميا في محيط هذه الروائح والأوساخ وما يرافقها من مضاعفات على نموهم وحالتهم الصحية. الخبراء يجمعون على خطورة المطرح ويجمع الخبراء والمهتمون على مدى الخطورة الناجمة عن المطرح العمومي لمديونة، وما يشكله هذا الموقع من تهديد مباشر لصحة وسلامة القاطنين بجواره، حيث سبق لوالي جهة الدار البيضاء السابق السيد إدريس بنهيمة أن دق سنة 2002 ناقوس الخطر عندما حذر في ندوة حول التطهير الصلب والسائل من تراجع مجال البيئة بمدينة الدار البيضاء لدرجة حرجة، حيث أصبحت صحة الساكنة تواجه خطرا محتوما. وقال مواطن بيضاوي: ليس هناك أدنى تناقض في أن تجد أهم مدينة بالمغرب بتمركزها المتعدد الأشكال وبصناعاتها وساكنتها التي تصل إلى 5 ملايين نسمة وبمؤهلاتها الاقتصادية وتناسق عمرانها تظهر اليوم كحاضرة ممزقة ومشوهة مستطردا إنه من غير المعقول أن ترى المدينة ذاتها وهي تجسد من خلال هذا المطرح اختلالات غير جديرة بها. الوضعية ناجمة عن عدم احترام دفتر التحملات واعتبر السيد المصطفى سبيك، عضو مجلس المدينة، مشكل المطارح العمومية جد مقلق، مؤكدا أن هذه الوضعية ناجمة عن عدم احترام دفتر التحملات لتدبير هذه المواقع، موضحا أن النصوص المنظمة لها صريحة غير أن بنودها لا تحترم. والأدهى من ذلك في نظره أن المشكل يزداد خطورة جراء احتكار اثنين إلى ثلاثة أشخاص عملية استغلال الموقع عبر إحداث سوق موازية واستخلاص كل ما يمكن بيعه من قنينات وورق مقوى وكارطون وبلاستيك وصفائح الحديد وغيرها، مضيفا أن هؤلاء الأشخاص يستغلون هذا المطرح حتى في الذبائح السرية. حالة انتظار ويبقى مشكل المطارح العمومية موضع نقاش مستفيض، باعتبار أن المحاولات العديدة لإيجاد شركاء فاعلين لاستغلال وتقييم هذه الثروة لم تفلح حتى الوقت الراهن في إيجاد حل ناجع ونهائي لهذا النفق المسدود الذي قد تترتب عنه آثار صحية وبيئية خطيرة. وإلى حين ذلك، يبقى على الساكنة المجاورة لهذا المطرح وباقي ساكنة الدارالبيضاء أن تتحمل وتترقب، وسط أخبار مفادها أن شركة مكلفة بتدبير الماء والكهرباء بالدار البيضاء ستتولى قريبا تدبير هذا الملف. وم ع/ امحمد خمولي (بتصرف)