قوة المباراة وعناء الانتظار كل في مشاكله اليومية ومشاغله العادية: الممرضة، سائق التاكسي، صاحبة مواد التجميل، مقدم البرنامج التلفزيوني، الفنانة الشابة، الكل في زحمة الأتوبيس وزحمة المدينة وصراخها وكذب أهاليها ونفاقهم وآمالهم وأحلامهم. والكل ينتظر المقابلة، الرايات موجودة، والتلفزات موجودة، والإعلام موجود. حياة أناس ملؤها الغش والخداع مرة والأحاسيس الجياشة مرة أخرى. الأعلام والمنبهات في المدينة. المقابلة قربت، الفراعنة ستنتصر. المشاكل موجودة بين الأخت المسلمة وأختها الفنانة، بين الابن السارق وأمه، بين السيدة وعشيقها، بين الديانات، بين الأجيال. الأعلام منتشرة، الأطفال فرحون، النساء فرحات، الرجال فرحون، المقابلة قربت. الحب، الحشيش، الخمر واستغلال النفوذ والكل في انتظار المقابلة. فحتى المستشفى مقفول والأطباء والممرضون مشغولون والشرطة مشغولون والتهم ملفقة والكل مرهون بالمقابلة. في هذه الآونة: كأس العالم والأنظار متجهة نحو جنوب إفريقيا البلد الإفريقي الأول المحتضن لهذه الكأس، نرى مدى أهمية وقوة كرة القدم في العالم، فكل الناس متتبعون للمباريات ومشجعون لفرقهم ولاعبيهم، صغارا كانوا أو كبارا نساء كانوا أو رجالا. وناسين همومهم ومشاكلهم ومتاعبهم اليومية. عبر المخرج عن قوة المباراة وعناء الانتظار وعن قوة النصر الذي وحد الكل، الأعداء والأديان والرجال والنساء والأطفال، وحتى الحرامية وغير الحرامية وعفا عن الجميع وانتصر المقابلة والتم المصريون حول بعضهم بعد انتصار الفراعنة، ونسوا الأهم. وكرة القدم طاغية على الصحافة والإعلام بجميع مكوناته ومنذ 1800 تحولت كرة القدم إلى عالم الصناعة والمال والاستثمار. وأصبحت موردا هاما لإيرادات كبيرة من مداخيل الملاعب ومن المستشهرين على جوانب الملاعب وعلى قمصان اللاعبين وغيرها من المواد التي صنعت نتيجة كرة القدم. ومن الناحية السياسية لقد تحولت مباراة كرة القدم (كأي رياضة أخرى) إلى ممارسة مشاعر قومية ووطنية. واستغلتها بعض الأنظمة كأداة دعائية. وأصبح لدى كل فريق أنصاره ومحبوه من جميع دول العالم، فلا أدل على ذلك محبو وأنصار فريقي البارصا والريال الإسبانيين. ولكل مجال نقطه السوداء، والنقطة السوداء لكرة القدم هي الشغب والحرب والصدام في الملاعب بين أنصار الفرقاء المتبارية، فيؤدي هذا الشغب إلى الجروح وكسر الملاعب وكسر المقاهي والشغب وتدمير وتحطيم الممتلكات العمومية والشخصية وإلى الموت، موت أبرياء همهم الوحيد الاستمتاع بمشاهدة مباراة كرة القدم. كذلك هناك «الهدر» ليس المدرسي فحسب بل العملي والمهني، فالكثير من المعجبين متغيبون عن عملهم بسبب مقابلة ما.