في إطار الأنشطة الثقافية الموازية لمعرض الكتاب القديم والمستعمل المقام حاليا بمدينة الدارالبيضاء، أقيم لقاء ثقافي مع الكاتب نور الدين محقق من أجل الوقوف عند تجربته الروائية، واهتماماته الثقافية الأخرى سواء السينمائية منها أو التشكيلية وسواء الشعرية منها أو القصصية. ابتدأ هذا اللقاء الثقافي بكلمة للناقد محمد يوب تتبع فيها بالتفصيل خصوصيات الكتابة الروائية في كل من روايتي «وقت الرحيل» و»بريد الدارالبيضاء» حيث تحدث عن بنية كل رواية منهما وعلاقتها بالتخييل الذاتي، مشيدا في هذا الصدد بقدرة الكاتب نور الدين محقق على تقديم متخيل غني على مختلف المكونات الروائية، شخصيات وأحداثا وأزمنة و فضاءات، مما منح لرواياته ألقا خاصا بها يدفع بالمتلقي إلى الاعجاب بها. كما أشار الناقد محمد يوب إلى أن اهتمامات الكاتب نور الدين محقق سواء في المجال السينمائي أو التشكيلي من جهة أو المجال الشعري والقصصي من جهة أخرى، قد ساهم في إغناء التجربة الروائية لديه. ذلك أن الرواية باعتبارها جنسا أدبيا جامعا تستفيد من كل المجالات الثقافية للكاتب، لاسيما إذا استطاع أن يحسن عملية توظيفها بشكل متناسق. وهو ما تحقق في روايات الكاتب نور الدين محقق. بعد ذلك قدم الناقد محمد يوب إطلالة مختصرة لكن عميقة لمختلف الكتب التي ألفها الكاتب نور الدين محقق، بدءا من كتابه «القول الشعري واللغة الرمزية»، ومرورا بكتابيه «شعرية النص المرئي: التشكيل، المسرح، السينما» و»نجيب محفوظ وشعرية الحكي». بعد ذلك أعطى الناقد محمد يوب الكلمة للكاتب نور الدين محقق حيث تحدث عن روايته «وقت الرحيل» وعن الظروف التي صاحبت عملية كتابتها وعلى تشجيع كثير من الأصدقاء الأدباء له على نشرها، وفي مقدمتهم الروائي شعيب حليفي. كما تحدث عن الظروف التي صاحبت كتابة رواية «بريد الدارالبيضاء» وعن الأصداء الجميلة التي خلفتها لحظة صدورها. كما تحدث عن علاقته الروحية بالكاتب العالمي نجيب محفوظ وعن قراءته لمختلف رواياته منذ أن كان طفلا في حوالي الخامسة عشر من عمره. وأشار في هذا الصدد لكتابه الذي أصدره حديثا حول نجيب محفوظ. هذا الكتاب الذي حمل عنوانا دالا هو «نجيب محفوظ وشعرية الحكي» احتفاء بمائوية هذا الكاتب العربي الوحيد الحاصل على جائز نوبل للآداب حتى الآن.