يتواصل إلى غاية 30 أبريل الجاري برواق باب الكبير بالأوداية بالرباط، معرض مشترك للفنانين عفيف بناني وعبد الله اليعقوبي، في حوار تشكيلي يفسح المجال لتناظر الألوان والرؤى. يقترح عبد الله اليعقوبي على الجمهور مجموعة لوحات تستلهم جسد المرأة، لا ببعده التجسيمي التصويري بل برمزيته الى الوضع الانساني والوجودي للمرأة، في مسعاها الأزلي إلى الحرية وتحقيق الذات، بينما يواصل عفيف بناني التعبير عن ولعه بمظاهر التراث المغربي في تجلياتها المختلفة، معمارا وطبيعة وإبداعا بشريا أصيلا. لوحات اليعقوبي تمثل شاعري للمرأة التي تحضر كطيف يتسيد اللوحات بشكل مكثف عدديا، يفتح المجال أمام تأويل الانتظارات والتطلعات وكذا الحضور الضروري الذي لا يرتفع، ضدا على كل الإكراهات ومحاولات المحو والتهميش. يقول عبد الرحمان بنحمزة، الناقد الفني عن تجربة اليعقوبي: «تندرج إبداعاته في إطار التصوير ما بعد التعبيري، ويتفرد بحضور شخوص نسائية كأطياف، تشكلها لمسات دائرية. شخوص تحضر أحيانا كمواضيع ثانوية ذات وظيفة ديناميكية أو تحتل فضاء اللوحة كليا في شكل وحدات متحاذية». في المقابل، يأخذ بناني زائره إلى سفر في تعبيرات الذاكرة الوطنية، بلوحات يغمره الضوء وسحر اللون. من توثيق بصري لعاصفة تهب على قصبة آيت بنحدو، إلى لوحة لقصبة تينزولين مرورا بزقاق المدرسة البوعنانية بفاس،،، تعطي أعمال بناني للزائر انطباع السفر في تاريخ المغرب على متن قطار سريع. وبالفعل، تكتب دومينيك شابل، الناقدة التشكيلية الفرنسية، عن أعمال عفيف بناني: «مسافر يقظ، يعرف الفنان كيف يعبر بدقة عن النور الآسر للمغرب. ملونة خشنة وفياضة، حدة الانسجامات، جرأة المسطحات تؤسس لتركيبة جليلة». وتضيف الناقدة الفرنسية في تقديمها لإبداعات بناني أن هذا الأخير «يبرز تشخيصا مهيكلا بعناية معززا بملونته المشعة والمنسجمة بذائقة داخل بنايات أخاذة وممتازة. تصبح الأعمال أكثر جاذبية بألوانها المتعاقبة التي تضفي طابعا إيقاعيا على كل منظر وفق جمالية فاتنة».