أديب لا يتوانى في تعرية الواقع وفضح بعض العادات المجتمعية السيئة في إطار الاحتفاء بعيد المرأة، واليوم العالمي للشعر، نظم نادي الأدب التلاميذي، لقاء مع الأديب المغربي مصطفى لغتيري. المحتفى به مصطفى لغتيري كاتب مغربي شاب، يأتي بهاء كتاباته من مهارته اللغوية والتخييلية، تخاله من شيوخ الأزهر عندما يصغي لمحدثيه، ويحاورهم بصوت رخيم، ولسان عربي فصيح بليغ، لا تشوبه لكنة العامية المغربية، فالكتابة بالنسبة إليه تبتدئ وتنتهي بالإدمان على القراءة، التي احترفها منذ كان طفلا، تصنع له والدته لعبا من الورق فيمرح رافعا سبابته الصغيرة، محاولا كتابة حروف لم يتعلمها بعد، ولما سجل بمدرسة عصرية، كان شرط الولوج مستعصيا، يقتضي أن يكتب التلاميذ الجدد كلمات باللغة العربية، بناء على مرورهم بتعليم أولي حينئذ، بالمسيد، وتوفق التلميذ الجديد المصطفى، أصغر أقرانه، في ذلك، وربح المباراة، وهو لا يعي بعد معاني ما كتبه بنفسه. لم تمرعلى شروع هذا الأديب العضو النشيط باتحاد كتاب المغرب، المبدع بالسليقة وبالفعل في الكتابة الأدبية، إلا بضعة أعوام، في مجال الكتابة الأدبية، فأغنى المكتبة العربية بمنتوج أدبي، تكمن أهميته في نوعية العلاقات التي يترصدها لغتيري، في كتاباته علاقات أرضية، وما وراء أرضية، علاقات إنسان مع الإنسان، ومع باقي الكائنات الحية، كما في «رجال وكلاب»، معتبرا الأدب حرفة كجميع الحرف الإنسانية التي لا ينتظر منها فقط أن تسد نفقات الحرف الواحد لحامل همها، وإنما فوق ذلك بقدر ما تغنيه معنويا، تفقره ماديا، وتلزمه بشروط لوجيستيكية، تفرضها مستلزمات الكتابة، خصوصا منها الكتابات الملتزمة الثائرة، كتابات التغيير المتجددة دوما لكاتب متمرد، تعرض لإكراهات يومية، ولهزات من كل نوع، لتشق طريقها من السفح إلى أعلى الجبال. إلى جانب منشوراته الشعرية، والنقدية، والقصصية القصيرة جدا والأقصوصة والقصة والرواية، مصطفى لغتيري مؤسس «الصالون الأدبي»، ومؤسس موقع للكتابة والنشر الإكترونيين: مجلة «المظلة» العالمية. كاتب يحتفي بالقيم الإنسانية كالعدل والعدالة ،والمساواة والديموقراطية وبقيم المواطنة، ومساءلة الذات والتاريخ. لغتيري مبدع مكثر، يغرف تيماته المتنوعة من بحر لج، ومقل، ينحت كلماته من صخر، لتندرج في مكانها المناسب من العبارة والفقرة.. لا يتوانى في تعرية الواقع وفضح بعض العادات المجتمعية السيئة، كما في روايته «عائشة القديسة»، ولا في تفنيد التناقضات الحالكة، كما في كتابات دوستوفسكي وإميل زولا ونجيب محفوظ، لكن بآليات هادفة تفكك بنيات قديمة، لوضع أسس لبناء فني جديد، يمتلك بامتياز ناصيته الأساس: اللغة وجنوح الخيال أحيانا كثيرة كما في روايته الأخيرة «ابن السماء» العجائبية. وأنت تقرأه «تعتقد»، على حد تعبير مسيرة الجلسة الأستاذة مليكة بن الغفار «تشاهد شريطا على الشاشة» لأن لغتيري، يسرد الأحداث بإتقان يثير في القارئ لذة غير قابلة للوصف.