ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة الأربعاء بأنه جرى التوافق بين حركتي فتح وحماس على وقف التراشق الإعلامي بين الحركتين في ظل تعثر تنفيذ إعلان الدوحة واتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية. وأوضحت المصادر بان قرار وقف التراشق الإعلامي بين الحركتين اتخذ في اللقاء الأخير الذي عقد برعاية مصرية بين عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح للحوار الوطني والدكتور موسى ابومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس المكلف بإدارة الحوار مع فتح لتنفيذ اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام. وأشارت المصادر بان تعليمات صدرت للناطقين الإعلاميين إضافة لقيادات الحركتين بعدم الإدلاء بتصريحات صحافية تزيد من حدة الخلاف والتوتر على صعيد المصالحة الفلسطينية. وشهدت الساحة الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية حالة من التراشق الإعلامي بين قادة الحركتين والناطقين الإعلاميين وتحميل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية تعثر المصالحة الوطنية. ومن جهته رفض عزام الأحمد الإدلاء بأي تعقيب لمراسل بيان اليوم حول التفاهم القاضي بوقف التراشق الإعلامي تمهيدا للتحرك المصري لتنفيذ اتفاق المصالحة، مشيرا إلى أن حركة فتح لا تريد الحديث الآن، منوها إلى أن الناطقين الإعلاميين في حركته توقفوا عن الإدلاء بتصريحات صحافية بشأن المصالحة وتحميل حماس مسؤولية فشلها. وأشار الأحمد إلى انه والناطقين باسم فتح سيلتزمون الصمت «لإشعار آخر»في إشارة إلى التزام فتح بالتفاهم القاضي بوقف التراشق الإعلامي الأمر الذي يتيح لمصر القيام بتحركات لتنفيذ اتفاق المصالحة والشروع بتنفيذ إعلان الدوحة القاضي بتشكيل حكومة برئاسة الرئيس محمود عباس للإعداد وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية لإنهاء الانقسام الفلسطيني. هذا وكشف مسؤول ملف العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان في تصريحات صحافية عن وساطة مصرية لرأب الصدع بين فتح وحماس وإيقاف حالة التراشق الإعلامي المستمرة منذ أكثر من أسبوع بينهما على خلفية أزمة الكهرباء والوقود في قطاع غزة، محملا عباس مسؤولية تعطيل المصالحة وجمودها بسبب عدم تقديمه تشكيلة حكومته ولم يوقف الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية ضد نشطاء حماس وكوادرها. وعلى نفس الصعيد اتهمت حماس الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمواصلة ملاحقة واعتقال عناصرها بالضفة الغربية. ومن جهتها نددت فتح بمواصلة الأجهزة الأمنية العاملة في غزة بمواصلة اعتقال نشطاء وكوادر حركة فتح بالقطاع. وأفادت مصادر في حركة فتح بقطاع غزة أن حركة حماس تقوم بحملة «اختطاف واسعة وتهديد لكوادر فتح في قطاع غزة» في الآونة الأخيرة. وأعلن المتحدث باسم فتح أسامة القواسمي أن إقدام عناصر حماس على اعتقال المتحدث باسم حركة فتح فايز أبو عيطة في غزة تصعيدا خطيرا، يهدف إلى توتير الأجواء وإعادة الأمور إلى ما قبل إعلان الدوحة. وحذرت فتح من المساس بقياداتها وكوادرها في القطاع معتبرة اعتقال أبو عيطة والعشرات من أبناء الحركة «انزلاقا خطيرا وتدميرا منظما وممنهجا لجهود القيادة الفلسطينية والعربية وعلى وجه الخصوص المصرية والقطرية التي رعت المصالحة». هذا ومن المقرر أن تعقد لجنة الحريات المنبثقة عن اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة، اجتماعا عاجلاً ومشتركاً بين قطاع غزة والضفة المحتلة عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» لاحتواء الأزمة الراهنة بين حركتي «فتح وحماس» على خلفية أزمة الكهرباء بغزة. ودعت الأطراف الفلسطينية كافة للتدخل بشكل إيجابي لتجاوز عقبات المصالحة وسرعة تشكيل الحكومة الانتقالية.