قدمت فرقة برلوج مسرحية «حريمو» التي اشتغلت على كوميديا ديلارطي بإسقاطها على واقع مغربي لمجتمع أربعينيات القرن الماضي.. من خلال تيمة أساسية هي البخل والجشع لرجل همه كنز الذهب والفضة والنقود، محفوظ في في صندوق لا يفارقه.. في الجهة الأخرى نجد الزوجة «طامو» التي تطمح إلى امتلاك النقود هروبا من واقع اللامبالاة والتقشف..وبين هذين النقيضين نجد «حريمو» الخادمة التي شغلها نصب الحيل والفخاخ لإذكاء نار التنافر والصراع بين الزوجين من جهة، ومن ناحية أخرى تسهيل مأمورية نيل صندوق الرجل البخيل..وفي ظل هذا الصراع تبرز شخصية رابعة إنها «غيثة» صديقة «طامو» التي تخلط الأوراق..ليدخل الجميع في لعبة التنكر وتحقيق النزوات وكشف الآخر. المسرحية من تأليف عمر الجدلي وأخرجتها عائشة بواسكة التي كانت إلى جانب كل من نورية بنبراهيم، مديحة الضعيف وعبد الرحيم المنياري كشخوص للمسرحية التي أنجز سنوغرافيتها الفنان يوسف العرقوبي الذي حاول عكس فترة تاريخية معينة من المغرب أو أي بلد عربي من خلال الأبواب والصناديق، إضافة إلى توظيف الإنارة التي اعتمدت الأبيض والأسود وسعت أن تلامس الخير والشر في النفس البشرية (الرجل البخيل و المرأة طامو) إضافة إلى توظيف خيال الظل الذي حاول من خلاله العرقوبي عكس نفسية جعفر البخيل الذي يعيش على إيقاع أحلام اليقظة.. التي حاولت السنوغرافيا أن تلبسه لباسا يهوديا في إحالة على هاجس الطمع وجمع الأموال. وبحسب المتتبعين للعروض المسرحية، فإن «مسرحية حريمو» متحت بشكل كلي من كوميديا ديلارطي كما أنها وظفت على مستوى سنوغرافيتها العديد من الآليات التي تصنف في خانة معمار المسرح الإغريقي وبالتالي فحصرها في زمن معين أو مكان معين لم يكن صائبا.. ناهيك، تضيف هذه التعليقات، أن المسرحية تحدث التباسا أحيانا كثيرة عند المتلقي.. و في معرض رده على هذه الانتقادات أكد يوسف العرقوبي أنه حاول ما أمكن أن يساير متن المسرحية الذي كان بسيطا وأنه حاول الابتعاد عن مسرح الصالون.. مضيفا، أن ممثلي المسرحية يجب أن يتلقوا التهنئة على أدائهم رغم أنهم لم يتدربوا على العرض لمدة كافية ومع ذلك لم يظهر أي ارتباك لهم أثناء العرض الذي عد الأول منذ ذلك الذي قدم بمراكش والذي على أساسه اختيرت المسرحية لتشارك في المهرجان.