طرحت مسرحية "حريمو" لفرقة برولوج من مدينة مراكش عدة قضايا أثارت أسئلة عميقة حول التناقضات التي تعتري المجتمع المغربي، وذلك خلال جلسة جمعت صباح اليوم الثلاثاء بمكناس بين نقاد ومهتمين بأبي الفنون والمشرفين على هذه المسرحية. واعتبر المشرفون على هذا العمل الفني، الذي عرض مساء أمس الاثنين ضمن فعاليات الدورة ال`12 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، أنه يحاول تقديم جانب من التيمات التي تميز بعض الأشخاص في المجتمع خاصة البخل والقهر والحرمان، الذي تعاني منه بعض النساء جراء تسلط الرجال. وأكد كاتب نص هذه المسرحية عمر جدلي أن التيمة الأساسية لهذا العمل الإبداعي تتمحور حول "حريمو" التي تختزل مجموعة من القيم والتمثلات في مواجهة شخص بخيل (الزوج) يقهر زوجته. وأبرز جدلي أن هناك صراعا خفيا ودائما بين هذين الشخصين يتمظهر في البخل وتزمت الرجل الذي يقبض على زمام الأسرة في تغييب تام للمرأة مقابل زوجة مقهورة، معتبرا أن نص المسرحية مفتوح على مجموعة من الأسئلة التي يقدم تشخيص الممثلين أجوبة تسعى لاستحضار القيم النبيلة التي تفتقد في سلوكيات عدد من الأشخاص. من جهتها، بررت مخرجة هذه المسرحية عائشة بوعسكة اعتمادها على أسلوب المبالغة في أداء الشخوص بكونه اختيارا يمكن من إظهار خبايا الشخصيات المتضمنة في النص المسرحي. واعتبرت المخرجة بوعسكة، التي شاركت كذلك في أداء أحد شخوص مسرحية "حريمو"، أن النص الإبداعي للمسرحية يترك للمتلقي حرية تقييم الشخصيات المقدمة التي تربطها علاقات متشابكة ولكل منها عوالمها الخاصة. وأبرز عدد من المتدخلين، الذين شاركوا في تقييم هذا العمل الفني، أنه نهل في بنائه الدرامي من الموروث الشعبي المغربي، وتجلى ذلك من اختيار أسماء الشخوص واللباس الذي يرتدونه، ونوعية التصرفات الصادرة عنهم. وأبرزوا أن النص المكتوب للمسرحية حاول أن يضع المتلقي في قلب المجتمع بجميع تناقضاته، مشيرين إلى أن ديكور هذا العمل يحيل على المعمار التقليدي المغربي مع جمالية في الألوان المتناسقة مع الواقع الذي تحكي عنه المسرحية. وقد تعددت زوايا مناقشة مسرحية "حريمو"، لتتحول دفة الحوار، الذي أداره الناقد عبد النبي دشين، إلى إثارة مسألة اعتماد ما يسمى "خيال الظل" من خلال استعمال الإنارة لتسليط الضوء على الشخصيات والمشاهد، مؤكدين أن هذه التقنية تغني العمل المسرحي بتنويع طرق تقديم الشخصيات حيث يستعاض من خلالها، في لحظات من العرض المسرحي، عن الحوار. وتشارك في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى "حريمو"مسرحيات "ناكر لحسان" لفرقة مسرح تانسيفت (مراكش) و"أيام العز" لفرقة مناجم جرادة (جرادة) و"حدائق عباد الشمس" لفرقة تياترو كوم (الرباط)، و"قصر البحر" لفرقة أبينيوم ( شفشاون)، و"أمر" لفرقة المحترف للثقافة والفن (سلا)، و"أبريد أقورار" لفرقة البديل المضيء (الخميسات)، و"الطابعان" لفرقة كان يا ما كان (مراكش)، و"ماما تصبحي على خير" لفرقة طقوس 4 (الرباط)، و"من أجلهم" لفرقة الأكواريوم (الرباط). وستتبارى هذه الفرق بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للمهرجان، على جوائز هي الأمل، والملابس، وأحسن تشخيص ذكور، وأحسن تشخيص إناث، والسينوغرافيا، والتآليف، والإخراج. وتتكون لجنة تحكيم الدورة، التي يترأسها الفنان مولاي أحمد بدري، من عبد الرحمان بنزيدان وعبد الكريم برشيد والهاشمي بنعمر (المغرب) وإبراهيم نوال (الجزائر) وهشام كفارنة (سورية) وعز الدين مدني ( تونس).