شدت مسرحية "ماما .. تصبحي على خير" لفرقة "طقوس 4", خلال عرضها مساء اليوم الثلاثاء بمكناس, أنظار الجمهور والنقاد والممثلين الذين حضروا بكثافة لمتابعة هذا العرض الفني. وعبر الجمهور عن إعجابه بالمستوى الذي أدت به الممثلتان حسناء طمطوي وجميلة الهوني هذه المسرحية في إطار فعاليات الدورة ال 12 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس. وتشخص المسرحية قصة أم توفي زوجها وابنة افترقت عن زوجها وعاشتا فترات فراغ حقيقية أثرت على حياتهما إلى درجة فقدان التوازن النفسي للأم وقرار الابنة وضع حد لحياتها. وتبدأ القصة بمشهد يبين تناول نعيمة (الأم) كعادتها أمام التلفاز بعضا من الحلوى, بينما انصرفت ابنتها أنيسة إلى القيام بكل ما دونته في مفكرتها, وتسير الأمور كالعادة, غير أنه وسط حديثها عن الأواني والحلوى, تكشف أنيسة, التي انعدمت عندها الرغبة والدوافع في الاستمرار, لأمها عن نيتها في وضع حد لحياة الوحدة والتعاسة التي تتخبط فيها. وفي محاولة يائسة منها لثني ابنتها عن الانتحار, وفي محاولة منها لإقناع أمها بدوافعها, تجد السيدتان نفسيهما تتحدثان عن انتحار الأب ورحيل الزوج وانحراف الابن والطفولة والمرض والحب والموت. ويبدأ في يوم سبت وفي منزل وحيد حيث تقيم نعيمة وابنتها أنيسة, حوار طويل بينهما يستحضران فيه كل مشاكلهما النفسية والاجتماعية, وينتهي بانتحار الابنة وإسدال الستار عن المسرحية. وفي تقييمها لهذه المسرحية, عبرت الفنانة فاطمة عطيف عن إعجابها بهذا العمل الدرامي, معتبرة أنه تمت تأديته بشكل متكامل وفي انسجام بين كل مكوناته الفنية من حيث الإخراج وكتابة النص المقتبس والسينوغرافيا والديكور وأداء الشخوص. واعتبرت الفنانة عطيف, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن من مميزات هذه المسرحية بساطة قصتها التي تتحدث عن تراجيديا عائلية, معبرة عن كونها عاشت لحظة إنسانية مؤثرة طوال هذا العرض المسرحي المتميز. كما أشارت إلى أن بساطة المسرحية تكمن في عمق القصة وكذا في طريقة حكي الشخصيتين نعيمة وأنيسة اللتين أدتهما الفنانتان حسناء طمطوي وجميلة الهوني. يشار إلى أن مسرحية "ماما .. تصبحي على خير" اقتبسها أمين الناجي من قصة لمارشا نورمان, وهي من إخراج جواد السوناني, وسينوغرافيا عبد الحي السغروشني. وتشارك في المسابقة الرسمية, بالإضافة إلى هذه المسرحية, مسرحيات "ناكر لحسان" لفرقة مسرح تانسيفت (مراكش), و"أيام العز" لفرقة مناجم جرادة (جرادة), و"حدائق عباد الشمس" لفرقة تياترو كوم (الرباط), و"قصر البحر" لفرقة أبينيوم ( شفشاون), و"أمر" لفرقة المحترف للثقافة والفن (سلا), و"أبريد أقورار" لفرقة البديل المضيء (الخميسات), و"الطابعان" لفرقة كان يا ما كان (مراكش), و"حريمو" لفرقة برولوج (مراكش), و"من أجلهم" لفرقة الأكواريوم (الرباط). وتتبارى هذه الفرق على عدة جوائز. وتتكون لجنة تحكيم الدورة, التي يترأسها الفنان مولاي أحمد بدري, من عبد الرحمان بنزيدان وعبد الكريم برشيد والهاشمي بنعمر (المغرب) وإبراهيم نوال (الجزائر) وهشام كفارنة (سورية) وعز الدين مدني (تونس).