(من مبعوث الوكالة : جمال الدين بن العربي) اعتبر نقاد ومهتمون بأب الفنون أن مسرحية "أمر" لفرقة "المحترف للثقافة والفن"، التي تم عرضها مساء أمس الثلاثاء بمكناس، محاولة جماعية جميلة لتقديم قصة تراجيدية بأسلوب كاريكاتوري. وأكد هؤلاء النقاد والمهتمون، خلال لقاء مناقشة للمسرحية نظم اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الدورة ال 12 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، أن تشخيص الممثلين وأداء المخرج وباقي مكونات العمل الفني أمور أعطت لهذا العمل صبغة كوميديا واقعية رغم أن القصة نادرا ما تنطبق على مكونات المجتمع. وأشاروا إلى أن المسرحية، بنصها وأدائها على الخشبة، منحت لفكرة تجسيد الترابط بين زوجين قبيحي المظهر، يصارعان الحياة معا ويشتركان في مواصفات خلقية (القبح)، رؤية فلسفية تمازجية نهايتها التكامل من أجل مواجهة أعباء الحياة بشكل مشترك. وفي المقابل، رأى بعض المهتمين أن هناك تباينا بين الجمالية التي يراها كاتب النص وبين التصور الذي يحمله المخرج عن الجمال، مشيرين إلى غياب سرد وحكي لقصة المسرحية من البداية إلى النهاية وانعدام الترابط بين مشاهدها. وفي تقديمهم لتصورهم حول هذا العمل الإبداعي، أبرز المشرفون عليه أنه يقترح فكرة تجريدية حول مفهوم الجمال، ويحاول لم شتات مجموعة من المواقف والأحاسيس المكنونة داخل الشخوص (رجل وزوجته). وبعدما اعتبروا أن الرؤية الدرامية للنص تهدف إلى تصوير قصة من الهامش، أوضحوا أن المجهود المبذول لا يمكن أن يكون كاملا وأن أوجه التقصير يعوضها مجهود الممثل فوق خشبة المسرح. كما أكدوا أن ظروف التدريب والعرض كانت مواتية من أجل أداء هذا العمل الذي يعد تجربة غنية بالنسبة لفرقة "المحترف للثقافة والفن". وتبدأ هذه المسرحية بموقف التقى خلاله صدفة رجل على قدر من القبح بامرأة ليست جميلة على الإطلاق، لها أنف طويل مثله، تزوجها لأنه أراد أن يتزوج وقبلت به زوجا لأنه لم يطلب أحد يدها للزواج. يفتح الستار على الزوجين في بيتهما وهما يتذكران ماضيهما المشترك حيث يصوغان قواعد تنظم علاقاتهما ببعضهما البعض، ويسعيان خلال أطوار حياتهما، وبعيدا عن سخرية الجميع، إلى خلق عالم جديد وبعيد، غير أنهما يكتشفان أنه نسخة معتدلة من العيوب ذاتها التي يمتلكانها. في نهاية المسرحية يملان كل شيء: الهدايا وقراءة البرقيات وسن التقاعد، فيتفقان على خرق قاعدة العزلة التي فرضاها على نفسيهما ويخرجان ليواجها الناس بقبحهما الشكلي فقط. ومسرحية "أمر" من تأليف أحمد السبياع وإخراج خالد جنبي، والسينوغرافيا لرشيد الخطابي، وشخصها آمال بن حدو وسعيد أيت باجا. وتشارك في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى "أمر" لفرقة المحترف للثقافة والفن (سلا)، مسرحيات "ماما ..تصبحي على خير" لفرقة " طقوس 4"، و" ناكر لحسان " لفرقة مسرح تانسيفت (مراكش)، و"أيام العز" لفرقة مناجم جرادة (جرادة)، و"حدائق عباد الشمس" لفرقة تياترو كوم (الرباط)، و"قصر البحر" لفرقة أبينيوم (شفشاون)، و"أبريد أقورار" لفرقة البديل المضيء (الخميسات)، و"الطابعان" لفرقة كان يا ما كان (مراكش)، و"حريمو" لفرقة برولوج (مراكش)، و"من أجلهم" لفرقة الأكواريوم (الرباط). وتتبارى هذه الفرق على جوائز، هي بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للمهرجان، جوائز الأمل والملابس وأحسن تشخيص ذكور وأحسن تشخيص إناث والسينوغرافيا والتأليف والإخراج. وتتكون لجنة تحكيم الدورة، التي يترأسها الفنان مولاي أحمد بدري، من عبد الرحمان بنزيدان وعبد الكريم برشيد والهاشمي بنعمر (المغرب) وإبراهيم نوال (الجزائر) وهشام كفارنة (سورية) وعز الدين مدني (تونس).