( من مبعوث الوكالة : جمال الدين بن العربي) وقع الكاتب المغربي أحمد أمل، مساء أمس الإثنين بدار الثقافة "محمد المنوني" بمكناس، الجزء الأول من مؤلفه "نظرية فن الإخراج المسرحي ..دراسة في إشكالية المفهوم"، وذلك خلال لقاء ثقافي يندرج في إطار الدورة 12 للمهرجان الوطني للمسرح المنظم إلى غاية الثامن من يوليوز الجاري. وأكد الكاتب، خلال هذا اللقاء، أن مؤلفه يعد محاولة لسد فراغ تعاني منه الدراسات والكتابات الخاصة بالمسرح لا سيما حول الجانب الأدبي في الوقت الذي يغيب فيه الجانب الفني والتقني. وأشار الأستاذ أمل، المعروف بمواكبته للفن المسرحي منذ سنوات الستينيات، إلى أن الكتاب يعتبر محاولة هامة من أجل تحديد المفاهيم والمصطلحات الخاصة التي يتداخل فيها الجانبان الأدبي والفني إلى درجة عدم التمكن من التفريق بينهما في العمل الإبداعي المرتبط بالمسرح. وبعدما أبرز أن المؤلف الذي يتحدث عن مواضيع جديدة في المجال المسرحي، أكد الأستاذ أمل أنه يقدم تعريفات دقيقة تتعلق بتكوين الصورة المسرحية من زاوية الجانب الحركي في إطار المكونات المتعارف عليها داخل أبي الفنون. وأكد الأستاذ أمل في مدخل أولي للكتاب أن الإخراج أصبح عماد العملية الفنية والجمالية الخاصة بالعرض، لأن عملية الإخراج أصبحت تتصرف في النص، تؤوله، وتبحث في ثناياه عن التيمات المضمرة. ويعتبر هذا الإصدار الجديد، الذي يقع في 197 صفحة من القطع المتوسط، الجزء الأول من دراسة لنظريات فن الإخراج، حيث سيحاول الكاتب في جزئه الثاني معالجة مواضيع وإشكاليات تطبيقية حول الإخراج المسرحي مع التقعيد النظري لها. ومن جهته أكد الأستاذ سالم كويندي، في تقديمه لهذا الكتاب، أنه بمثابة بحث وتنقيب في كيفية بروز مفهوم الإخراج المسرحي والوقوف على حقيقته التي يفصح عنها العرض المسرحي كمنجز فني وتقني ويعطي للمسرح معناه ودلالته في منظومة العمل المسرحي. واعتبر الأستاذ كويندي أن "ما يواجهنا في العرض المسرحي كمشاهدين هو الإخراج المسرحي، لأنه هو العمل الذي يحقق الفعل المسرحي ويجعله في مستوى المشاهدة"، مشيرا إلى أن خاصية المسرح "تتجلى في عملية الإخراج، وهذه الحقيقة تؤكد دور المخرج المسرحي باعتباره فاعلا وأساسا ومديرا لكل مجريات العرض المسرحي". ويشتمل الكتاب بالإضافة إلى التقديم على مباحث تتحدث على الخصوص عن "المكانة الخاصة بالإخراج"، و"ترتيب الحرف الإبداعية"، و"المخرج والنص"، و"أدبية النص الدرامي والصورة الدرامية"، و"جماليات الفضاء وسؤال الإشكال"، و"الحاجة إلى مسرح جديد"، و"ما بين النص الناقص والنص الكامل". يشار إلى أن الأستاذ أحمد أمل، خريج أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد (فرع الإخراج الدرامي)، حاصل على الدكتوراه في جمالية الإخراج حول موضوع "فنية الصورة في الإخراج المسرحي المكونات وأشكال التلقي"، وهو أستاذ بالمعهد العالي والفن المسرحي والتنشيط الثقافي. وللكاتب مساهمات في الإخراج المسرحي أهمها مسرحيات "زقاق المدق"، و"عائد إلى حيفا"، و"المدينة في الكف الأيمن"، و"الحديث والشجن"، و"كازابلانا"، و"نحس ونحسين في مدينة النحاس".