انطلقت يوم الأحد الماضي بعمان، أشغال الاجتماع الخامس للجنة خبراء الآثار المكلفين بإعداد تقارير موثقة حول محاولات تهويد مدينة القدسالمحتلة وسبل وقفها، وذلك بمشاركة خبراء من الأردن ومصر وفلسطين وسورية. ويناقش الاجتماع، على مدى يومين، عددا من الأبحاث والأوراق العلمية تتناول كيفية وقف الانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى وغيره من المباني التراثية والدينية بفلسطين. وقال وزير السياحة والآثار الأردني، نايف الفايز، في كلمة أمام الاجتماع «إن إسرائيل تتحدى كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وبرتوكولاتها، المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، وفي مقدمتها اتفاقية لاهاي لعام 1954». وأضاف أن جميع قرارات منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تطالب بوقف أعمال التنقيب والحفريات الإسرائيلية غير الشرعية وحتى ما يسمى منها بالعلمية، لأنها مخالفة لأحكام اتفاقية حماية التراث المادي لعام 1972 والاتفاقيات الأخرى، مشيرا إلى أن هذه القرارات والتوصيات لا تجد آذانا صاغية لدى الجهات المعنية، بل يتم تجاهلها. من جهته، قال خبير الآثار ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، عبد العزيز صلاح، إن تراث الأمة الإسلامية، الثقافي والحضاري بجميع أشكاله، يتعرض لمخاطر عديدة، تتمثل في النهب والتزوير والتخريب وانتحال الهوية، وبخاصة في فلسطينوالقدس الشريف، التي يتعرض تراثها الثقافي والحضاري لشتى أشكال التدمير والتخريب والتهويد. وأشار إلى دور (الايسيسكو) في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية للتراث الحضاري والثقافي بفلسطين، وإظهار أهميته والعمل على حماية مظاهره المادية والفكرية وصيانتها وتوثيقها، لمواجهة وفضح محاولات إسرائيل تهويد معالم القدس الشريف، والمتمثلة في الحفريات بمحيط المسجد الأقصى وحائط البراق وضم مدينة الخليل ومسجد (بلال بن رباح) في بيت لحم لقائمة التراث الإسرائيلي، وإقامة جدار الفصل العنصري. ومن جانبه، أشار الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والعلوم والثقافة، إسماعيل التلاوي، إلى دور خبراء فلسطين في إعداد أوراق العمل لاستكمال التقرير الفني والقانوني منذ ثلاثة أعوام، لتسليط الضوء على الانتهاكات والأخطار التي تتعرض لها الأماكن المقدسة في فلسطين، والتي تضعها (الايسيسكو) على سلم اولوياتها. ونبه إلى أن الانتهاكات في القدسالمحتلة كبيرة وتجاوزت الخط الأحمر، داعيا المنظمة الإسلامية والمنظمات الدولية في الأممالمتحدة إلى الحفاظ على تراث المدينة المقدسة، ووضعها على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، لوجود أخطار وانهيارات كبيرة في المباني التراثية نتيجة التخريب المتعمد للمدينة.