أثيرت عدة أسئلة حول مسرحية «ناكر لحسان»، التي عرضت مساء أول أمس الجمعة في حفل افتتاح المهرجان الوطني للمسرح الثاني عشر بمكناس، من قبيل «علاقة النص بالارتجال» و«الكوميديا الموسيقية». وذلك خلال جلسة جمعت صباح اليوم الموالي بين نقاد ومهتمين بأبي الفنون. واعتبر حسن هموش، مخرج مسرحية «ناكر لحسان»، والتي سبق أن نالت عدة جوائز، منها الجائزة الكبرى لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي (ماي الماضي)، أن هذه التجربة الجديدة بداية التجريب لتنفيذ حلم إخراج «كوميديا موسيقية»، خاصة وأن هذا العمل هو، إلى حد كبير، «نتيجة عمل جماعي وحوار فكري معمق في التعامل مع النص الأصلي لرشيد العروسي». ونظرا لكون الكوميديا الموسيقية تفرض اعتماد آليات وميكانيزمات عمل مهمة كالأغنية، فإن هموش يؤمن بأنه «يتعين أن تنبثق الأغنية من داخل النص وليس من خارجه». ومن تم فإن الأغنية، وخاصة الملحون، التي اعتمدت في هذه المسرحية، التي تدخل اليوم غمار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح الثاني عشر، هي «موضوع» وفق البناء الدرامي. وقد تشعبت فروع التدخلات المتعلقة ب»ناكر لحسان», لتتحول دفة الحوار، الذي أداره الناقد عبد النبي دشين، إلى طرح قضية «الارتجال» التي اعتمدها المخرج. وحسب هموش، فإن الارتجال «لا يخرج من إطار الالتصاق بالنص لكن مع تطويره وفق معطيات إخراجية»، فهو مع احترام التخصصات في العمل المسرحي، الذي ليس إلا احتراما للمشروع المسرحي ككل، ورؤيته الإخراجية مبنية بالأساس في قناعته ب»التعامل مع الممثل المبدع، الذي تعطى له مسافة الإبداع، وليس مع الممثل المنفذ». وأجمعت باقي التدخلات على الأداء المتميز للفنان عبد الله ديدان، الذي استطاع أن يحقق رهان فرقة مسرح تانسيفت، الذي يقول بأن المعادلة الأساسية في العمل المسرحي هو التفاعل مع الجمهور. وفعلا فقد نجح عبد الله ديدان، الذي أدى دور «الهايم» و»فاطنة» ونجح في تكسير أفق انتظارات الجمهور، في اللعب على عملتي «الحيلة والخداع»، أو كما سماها أحد النقاد الحاضرين في هذه الجلسة ب»اللعب في إطار لعبة التخفي». وتجسدت قوة هذا العمل الركحي في اللغة الدرامية وفي شخصية «فاطنة»، إذ اعتبر بعض النقاد أن «ناكر لحسان» هي «عرض داخل عرض»، كما أن للنص الأصلي «قوة جسدها الممثلون». يشار إلى أن ناكر لحسان هي «مسرحية كوميدية» من إخراج حسن هموش وتأليف رشيد العروسي وتشخيص كل من عبد الله ديدان، وحنان الإبراهيمي، ودنيا بوطازوت، ومحمد الورادي، وسينوغرافيا طارق الربح، وموسيقى محمد الدرهم، فيما الملابس لسناء شكدال، والمحافظة لرشيد جباد. وتشارك في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى «ناكر لحسان» لفرقة مسرح تانسيفت (مراكش)، كل من مسرحية «أمر» لفرقة المحترف للثقافة والفن (سلا)، و»من أجلهم» لفرقة الاكواريوم، و»تصبحي على خير يا ماما» لفرقة طقوس 4، و»حدائق عباد الشمس» لفرقة تياتروكوم (الرباط)، و»الطابعان» لفرقة كان يا ما كان، و»حريمو» لفرقة برولوج (مراكش)، و»أبريذ أقورار» لفرقة البديل المضيء (الخميسات)، ومسرحية «أيام العز» لفرقة مسرح مناجم جرادة (جرادة). وستتبارى هذه الفرق بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للمهرجان، على جوائز الأمل، الملابس، أحسن تشخيص ذكور، أحسن تشخيص إناث، السينوغرافيا، التأليف، الإخراج، والجائزة الكبرى. وتتكون لجنة تحكيم الدورة التي يترأسها الدكتور مولاي أحمد بدري من/ الناقد والباحث عبد الرحمان بنزيدان والممثل الهاشمي بنعمر (المغرب) وإبراهيم نوال (الجزائر) وهشام كفارنة (سورية). وتجدر الإشارة إلى أن المسرحي التونسي عز الدين المدني اعتدر في آخر لحظة عن عدم تمكنه من المشاركة في لجنة التحكيم لأسباب صحية. بينما المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد الذي ورد اسمه ضمن أعضاء اللجنة لم يظهر بين المهرجانيين ولم يحط رحاله بعد بمكناس(الغايب حجتو معاه).