فوزي بنسعيدي يبرر تصوير المشاهد الجنسية وفئة من الجمهور تندد بذلك وتعتبره مجانيا أثار الشريط السينمائي الطويل موت للبيع للمخرج فوزي بنسعيدي، الكثير من الجدل واللغط خلال عرضه ضمن الدورة الثالثة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بالنظر إلى أنه تضمن مشاهد إباحية، هذه المشاهد لم ترق فئة من المشاهدين المحافظين واعتبروها مجانية وغير لائقة. وتوضح الكلمة المجملة لهذا الشريط، أن «مالك البالغ من العمر 26 سنة، يعشق دنيا حد الجنون ويريد تخليصها من عالم الدعارة. وعلال البالغ من العمر 18 سنة، يحلم بضربة العمر من خلال الاتجار بالمخدرات،فيما سفيان، كله غضب، يتغذى بفكرة الانتقام من المجتمع. فسرقة أكبر محلات بيع المجوهرات بمدينة تطوان، هو الهدف الذي يصبو إليه الأصدقاء الثلاثة، ليس لهم في ذلك ما يخسرونه ولا يرهبهم شيء للوصول إلى غابتهم..». وخلال مناقشة هذا الشريط بحضور المخرج في إطار سلسلة الندوات التي تقام كل صباح على امتداد أيام المهرجان،أكد الناقد السينمائي حمادي كيروم على أنه يشعر بالمرارة على إثر مشاهدته لشريط موت للبيع، ويشعر كذلك بأن المخرج خانه، لأنه كسر أفق انتظاره، وتساءل حول الجدوى من السينما إذا كانت تعرض قصة لا تفتن بل على العكس تضايق، وحول مكمن المتعة في شريط بنسعيدي، ففي اعتقاد المتدخل أن تناول قصة حول موضوع جنسي أو طابو، أصبح أمرا متجاوزا، ولفت الانتباه إلى أن هذا الشريط يتمحور في واقع الأمر حول لا شيء، غير أن نقطة ضعفه لا تكمن في ذلك بصفة أساسية، بل في كونه قام بتناول هذا اللا شيء بمنظور غير سينمائي، ولم يمنعه كل ذلك من القول إنه شريط جيد، غير أنه مؤسس على موضوع أبيض. وكان رد صاحب شريط موت للبيع على ملاحظة الناقد كيروم، بالقول إنه ليس من المهم في السينما أن يكون هناك موضوع محدد، حتى الفعل لا أهمية له، وأوضح كذلك أن شريطه لا يدور حول أي موضوع، فقد كان دائما -سواء في هذا الشريط أو في غيره من أعماله السينمائية- يفضل أن يجانب الموضوع، ولا يضايقه أن يخون مشاهد أفلامه، مضيفا أنه ليس ذنبه إذا تزامن إنتاج شريطه مع فورة الأشرطة التي تناولت الطابوهات، لأنه لا ينبغي له أن يضع عمله السينمائي في الخزانة، لذلك الاعتبار. أما الناقد السينمائي عمر بلخمار، فأكد في مستهل مداخلته على أن شريط موت للبيع يعد فيلما قويا، من الناحية الدرامية، بدليل أن أثره لا يزال باديا على المتفرج، بالرغم بالرغم من مرور ساعات عديدة على مشاهدته، وشبهه بالدعابة السوداء المعززة بقضايا مجتمعية، واعتبر أن العلاقة بين العاهرة والبطل التي يتطرق إليها هذا الشريط، تعد أخطر العلاقات، على اعتبار أنها تتطلب سموا للشعور بقوة الحب الممنوع، مع ذلك فإنه من الصعب بلوغ ذلك. وأكد الممثل السينمائي أحمد الجعايدي بنفس المناسبة، على أنه لأول مرة يشاهد مدينة تطوان مصورة بكيفية أخرى، ومن زوايا مختلفة ومتعددة، ففيلم موت للبيع من هذا المنظور يحيل على ما يمكن تسميته بسينما حضرية، إنها صور تحمل في طياتها تركة استعمارية على المستوى المعماري بالخصوص، وخلص إلى القول إن المدينة هي الموضوع الرئيسي للشريط، من خلال روائحها وألوانها التي تحيل على السينما السوداء، كما أبدى المتدخل ملاحظة هامة وهي أن السينما المغربية منذ انطلاقتها، لا حديث فيها سوى عن البطل الفاشل، كما هو شأن هذا الشريط ذاته. وصبت العديد من المداخلات في اتجاه دلالة تضمين مشاهد إباحية في شريط سينمائي لبلد لا تسمح عقيدته الدينية بذلك، واصدمت بمداخلات أخرى ترى أن السينما إبداع بصفة أساسية وأن لا علاقة لها بالمواعظ. وحسم المخرج فوزي بنسعيدي قائلا إن ما يبرر تصويره لمشاهد جنسية في شريطه السينمائي، أن العلاقين بين البطلين لا يجمعها عشق أفلاطوني، لهذا لم يكن ممكنا من الناحية الموضوعية، الدخول في بعد تراجيدي، دون تصوير علاقة قوية على جميع المستويات، إنه عشق جنوني ليس باعتباره فكرة، بل جسدا؛ فالمشاهد في هذا الشريط لم تكن مجانية، سيما وأنه دأب على الاشتغال كثيرا، لكي تكون للصورة دلالة ما. برنامج اليوم المسابقة الرسمية بقاعة روكسي الطريق إلى الجنة لهدى بنيامينة عودة الابن لأحمد بولان السادسة مساء رسومات من الحب لمريم أيت بلحسين أندرومان من دم وفحم لعز العرب العلوي التاسعة والنصف مساء ثلاثون ثانية لغالية القيسي موشومة للحسن زينون