2011 سنة متميزة في العلاقة بين حضارتين متجذرتين في التاريخ أبان المغرب، المتميز بثقافته وحضارته المتجذرة في التاريخ، خلال السنة الجارية عن كل المؤهلات التي تجعل منه مصدر إلهام لعشاق الفنون الجميلة وفن العيش. وتألقت الصناعة التقليدية المغربية، ومن خلالها الصناع المغاربة بعفويتهم المعهودة، خلال السنة الجارية، وجابت أعمالهم الإبداعية العديد من المدن البريطانية حاملة، بذلك، رسالة صداقة بين مملكتين تربطهما وشائج تزداد عمقا ومتانة مع مرور الزمن. وأضفت القوافل والمعارض والندوات ومكونات البرنامج الثقافي الذي أعدته بعناية فائقة سفارة المغرب ببريطانيا، تحت إشراف سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة،الشريفة لالة جمالة الكثير من البهاء على مغرب يواصل بإصرار، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، مسيرته نحو الحداثة، مدافعا، في الآن ذاته، عن إرثه الحضاري الاستثنائي. وهكذا، جابت القافلة العديد من المدن البريطانية، من مانشستر إلى ليفربول، مرورا ببريستون وأكسفورد وبورغس هيل وشيفيلد، لتعكس بذلك اتجاه المغرب المنفتح على الثقافات الأخرى. واسترعت هذه القافلة، التي أطلق عليها إسم سوق الصناعة التقليدية المغربية، انتباه المسؤولين ووسائل الإعلام البريطانية الذين اعتبروها سبيلا لتعزيز قيم التفاهم والتقارب في عالم تتسع الفجوات بين أبنائه كل يوم. وأعرب لورد وعمدة مانشستر هاري ليونز، عن سعادته باستضافة سوق الصناعة التقليدية الذي يعكس التقاليد العريقة للمغرب. وكانت الجاذبية كبيرة جدا لدرجة أن مسؤولين من مختلف المدن الإنجليزية عبروا عن أملهم في تنظيم هذا النوع من التظاهرات بشكل منتظم بهدف التعريف الجيد بالثقافة والحضارة المغربيتين والمساهمة في تعزيز العلاقات الجيدة بين المغرب والمملكة المتحدة. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد ، فبهدف إبراز رونق الثقافة المغربية فوق الأراضي البريطانية، تم تنظيم معرض كبير برواق «بروناي» المجاورة لمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن احتفاء بالتقليد الألفي للنسيج المغربي بمختلف أنواعه وبهائه التقني. واحتفى المعرض، المنعقد تحت شعار «نسج خيوط الحياة: بالمعرفة الجمالية المشكلة للنسيج المغربي»، بالثقافة الأمازيغية الممثلة في نساجات مدينة الصويرة وذلك من أجل إبراز مساهمة هذه الثقافة في الصرح الحضاري الكبير للمغرب. وأعطى المنظمون أيضا الكلمة للباحثين والخبراء خلال مؤتمر نظم ب «اونيفيرستي كوليجون لوندن»، لإبراز تأثر فنانين كماتيس و دولاكروا و إيف سان لوران بهذا النسيج. وتم تكريم نساء ورجال عرفوا كيف يكرسون هذا التقليد وجعله وجعله في قمة التميز... من جهة أخرى سيبلغ البرنامج الثقافي المغربي الاستثنائي بلندن الذروة بتنظيم سلسلة «هارودز» الشهيرة وأحد أبرز معالم العاصمة البريطانية، معرضا متميزا يحكي بهاء الثقافة وفن العيش بالمملكة. ويترجم المعرض، الذي استمر حتى 18 دجنبر الحالي، كما يبرز عنوانه «إنسبايرين موروكو»، تأثير المغرب على الثقافة البريطانية. ويبرز المعرض عن جانب من أفضل منتجات الفن والصناعة التقليدية والمطبخ المغربي في إطار يبهر الحواس ويحمل الزائر عبر سفر إلى بهاء حضارة متنوعة عرفت كيف تربط بين الحداثة والتقليد. وبنى حرفيون محنكون ، تجاوزت مواهبهم وشهرتهم الحدود الوطنية، في قلب «هارودز»، (رياضا) تقليديا مثيرا للإعجاب، مزين بفسيفساء من الزليج و زخارف من الخشب. ويعكس «انسبايرين موروكو» العلاقة التاريخية التي تجمع المغرب ببريطانيا، وهي العلاقة التي تم تعزيزها مع مرور الوقت. وتتعدد الأحداث التاريخية التي تشهد على تميز هذه العلاقة، على الخصوص أعمال ويليام شكسبير التي استلهم شخصية «عطيل» من عبد الواحد بن مسعود بن محمد عنون ، السفير المغربي لدى الملكة اليزابيت الأولى. ويذكر أن رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل لم يخف إعجابه بالمغرب مستحضرا جمالية مدينة مراكش في مذكراته و لوحاته. ونالت بادرة تنظيم هذه التظاهرة الكبيرة بلندن ترحيب الحكومة البريطانية التي رأت فيها مساهمة ثمينة في توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين المملكتين. وقال كاتب الدولة البريطاني في التنمية الدولية آلان دونكان، أن هذا المعرض يعطي «صورة حقيقية» عن المغرب، البلد الذي يرتبط بشكل عميق بثقافته وحضارته. وقال المسؤول البريطاني «إننا نكتشف - بفضل هذا المعرض - ثقافة تتميز بالغنى مع توجه نحو الحداثة»، مشددا على أن «الجميع يعرف ، خاصة في هذه المرحلة من اللا يقين- أن المغرب يظل بلدا مستقرا وجاذبا». ويترك هذا النجاح الكبير المتحقق في هذه السنة التي تشارف على الانتهاء الباب مفتوحا على مصراعيه أمام المزيد من التألق المغربي ببريطانيا، حيث يتوفر المغرب ،عبر غناه وإمكانياته الواعدة،على جميع الحظوظ ليفرض نفسه كشريك مميز لأحد أكبر القوى العالمية.