تألقت الحضارة المغربية، بأوجهها المتعددة، التي تشهد على ملحمة شعب استطاع أن يكسب رهان الحداثة مع تمسكه بأصوله المتجذرة في التاريخ، خلال حفل استقبل نظم يوم الخميس الماضي بمتاجر هارودز في قلب العاصمة البريطانية لندن. فخلال هذا الحفل الذي يدشن الانطلاقة الرسمية لمعرض "المغرب الملهم" (إنسبايرين موروكو)، الذي يحتضنه هذا المتجر ذو الصيت العالمي ببرومبتون رود الواقع بحي نايت بريدج الراقي في وسط لندن، لم يملك العديد من الضيوف والمشاهير الذين يمثلون عالم السياسة والفن والإعلام والرياضة والأعمال، إلا التعبير عن إعجابهم بالإبداع الحضاري لمغرب يواصل بثبات مسيرته نحو مزيد من التقدم تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرزت سفيرة المغرب ببريطانيا، الشريفة للا جمالة، في كلمة بهذه المناسبة، أن المعرض يقدم مجموعة غنية من منتوجات الفن المغربي, تجمع بين الأصالة والحداثة. وقالت سفيرة المغرب، خلال حفل الاستقبال الذي تميز بحضور كاتب الدولة البريطاني في التنمية الدولية ألان دانكان ،ووزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي، ووزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز،إن معرض "إنسبايرين موروكو" يأتي استجابة للاهتمام المتزايد للبريطانيين بالثقافة المغربية. ونوهت الشريفة للا جمالة بموهبة الحرفيين المغاربة نظرا للصبر والحماس والتفاني الذي أبانوا عنه من أجل إنجاز هذا المعرض الهام. وتعرض هذه التظاهرة،التي تتواصل إلى غاية 18 دجنبر المقبل، مجموعة مختارة من أفضل المنتوجات الحرفية والصناعة التقليدية وفن الطبخ المغربي، في إطار يسحر الألباب ويسافر بالزائر في رحلة عبر عجائب حضارة متعددة الروافد استطاعت بيسر أن تجمع بين الحداثة والتقاليد. وبالطابق الثالث من البناية التي تحتضن متاجر هارودز، قام صناع تقليديون بتشييد رياض تقليدي يتوفر على أرضية مصنوعة من فسيفساء زليج وديكور تم إنجازه بالنقش على الخشب، ويتوسط هذا الرياض نافورة ضخمة من الرخام وأضافت الشريفة للا جمالة "أود التعبير عن امتناني لهؤلاء الصناع التقليديين، حراس تراثنا". ولم يخف الجانب البريطاني إعجابه بهذا الإنجاز، مبرزا الجهود المبذولة من طرف السفيرة من أجل تعزيز مكانة المغرب داخل بريطانيا وتوطيد علاقات الصداقة والتعاون بين المملكتين. وصرح ألان دانكان لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المعرض يعطي صورة حقيقية عن المغرب، البلد المتشبث بحضارته وثقافته. وأبرز المسؤول البريطاني "إننا نكتشف،وبفضل هذا المعرض،ثقافة غنية جدا وزخما حداثيا قويا"، مضيفا أن المعرض الذي ينظم في مركز يشهد رواجا سيساهم في إقناع مزيد من السياح البريطانيين بالتوجه إلى المغرب، ملاحظا أنه وخلال "فترة الشك والارتياب التي يشهدها العالم, يعرف الناس أن المغرب يظل بلدا مستقرا وجذابا". وأعرب عن الأمل في أن تغتنم شركات الطيران البريطانية الفرص التي يقدمها المغرب،مؤكدا أن سلطات البلدين لا تدخر أي جهد من أجل تحقيق هذا الهدف. وفي السياق ذاته، اعتبر أندرو موريسون النائب المحافظ أن المعرض يفتح نافذة على المغرب، المغرب الذي يزخر بثقافة ساحرة، مضيفا أن هذه التظاهرة ستساهم في تعزيز صورة المغرب ببريطانيا.