ما فتئت سياسة القضاء على مدن الصفيح بجهة الدارالبيضاء الكبرى تتواصل بوتيرة مكثفة برعاية موصولة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي اطلع، أول أمس الاثنين، بالمحمدية على تقدم أشغال إنجاز البرنامج الجهوي لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح بالجهة. ومن المتوقع أن يستفيد من هذا البرنامج 45 ألف و920 أسرة تقطن بدور الصفيح (43 ألف و756 منها ستستفيد من قطع أرضية و2164 من إعادة الإسكان). كما سيمكن البرنامج من إحداث 55 ألف وحدة سكنية من شأنها امتصاص جزء من الخصاص المسجل في مجال السكن الاجتماعي على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى. وسيتطلب هذا البرنامج، الذي يندرج في إطار التوجيهات الملكية السامية والذي يروم تحسين ظروف عيش السكان، غلافا ماليا يناهز 85،4 مليار درهم، كما يتوخى رفع مستوى تمدن هذه العمليات بشكل يضمن اندماجها وتناسقها مع مختلف مكونات النسيج الحضري للدار البيضاء الكبرى. وهكذا، يتضمن البرنامج إحداث التجهيزات والمرافق العمومية الضرورية والتي يصل عددها إلى 150 وحدة من المرافق السوسيو-جماعية والرياضية والصحية ومرافق القرب من قبيل المدارس الابتدائية (20) والإعداديات (12) والثانويات (7) والمراكز الصحية (13) ودور الشباب (8) والنوادي النسوية (6) والملاعب الرياضية (18) والمساجد (19) والمرافق الإدارية (28) ومراكز التكوين المهني (3) ومرافق أخرى (16). ويرتكز هذا البرنامج، الذي يعد ثمرة مشاورات واسعة بين مختلف الشركاء سواء على المستوى المركزي أو الجهوي، على رؤية شمولية تستجيب، من خلال اعتماد نمط التصنيف بناء على توفير قطع أرضية لعائلتين، تستجيب لاختيار 95 في المائة من الأسر، في حين ستتم برمجة 5 في المائة المتبقية في عمليات لإعادة الإسكان بمعدل شقة لكل أسرة. ويتوقع هذا البرنامج الكبير للقضاء على دور الصفيح الذي أطلقه جلالة الملك في أبريل الماضي، والذي يتم إنجازه بوتيرة متسارعة، إنجاز 14 عملية، سبعة منها في طور الإنجاز حاليا. وتهم هذه العمليات السبعة، التي تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 227 هكتار، 7640 قطعة أرضية لإعادة إيواء 15 ألف و280 أسرة بمعدل قطعة واحدة لأسرتين. كما يتوقع البرنامج إطلاق ثلاث عمليات أخرى في يناير 2012 على مساحة 105 هكتارات لإعادة إيواء 7476 أسرة، في حين تمت برمجة ثلاث عمليات أخرى خلال شهر مارس 2012 على مساحة 298 هكتار لإعادة إيواء 21 ألف أسرة، فيما تهم العملية الرابعة إعادة إسكان 2164 أسرة. ومن أجل إنجاز هذا البرنامج، الذي سيسهم في احتواء ظاهرة السكن غير اللائق وبالتالي تحسين المشهد الحضري المدينة، في أحسن الظروف، تم اتخاذ سلسلة من التدابير الملموسة للمواكبة الاجتماعية والتقنية للأسر المستفيدة، وذلك من خلال إحداث لجان محلية وجهوية للتتبع ولجان تقنية لتتبع ومراقبة أشغال التجهيز والبناء وإحداث شباك وحيد لكل عملية.