المجتمع الدولي يتوفر على الوسائل الكفيلة بتغيير الصورة النمطية التي يشكلها الرأي العام حول المهاجرين دعا الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي، أول أمس الخميس بنيويورك، إلى اعتماد «رؤية شاملة» بشأن الهجرة، تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للدول المصدرة ودول الاستقبال على حد سواء. وقال لوليشكي خلال لقاء مناقشة خصص لقضية الهجرة نظم بمقر الأممالمتحدة ولتقرير سنة 2011 عن حالة الهجرة في العالم، الذي أعدته المنظمة الدولية للهجرة، «إننا في حاجة إلى رؤية للهجرة تستند إلى الحقائق الديموغرافية». وشارك الدبلوماسي المغربي في هذا النقاش إلى جانب خبراء حول قضية الهجرة من بينهم المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينغ، ومدير منتدى تحالف الحضارات مارك شوير. وحسب لوليشكي، فإن هذه الرؤية ينبغي أن تستند على أهداف استراتيجية «تتجاوز الواقائع الهجرة وتسعى إلى تحسين تصور الرأي العام» عن الهجرة. وأكد السفير أن هذه الرؤية يجب أن تكون ثمرة «شراكة بين الدول المصدرة للمهاجرين ودول الاستقبال». وبخصوص الصور النمطية التي غالبا ما ترتبط بالمهاجرين، اعتبر لوليشكي أن المجتمع الدولي «يتوفر على الوسائل الكفيلة بتغيير الصورة التي يشكلها الرأي العام على المهاجرين». وقال إنه بغض النظر عن الجوانب التقنية للهجرة، فإنه من المهم جدا تشجيع العمل السياسي، وتغيير الخطاب العام» حول الهجرة. وفي معرض حديثه عن موضوع تقرير المنظمة الدولية للهجرة «الإع-لام الجيد عن الهجرة»، شدد الدبلوماسي على ضرورة تبادل بناء بين البلدان المصدرة وبلدان الاستقبال. وأكد لوليشكي، أن التعامل المثالي يتمثل في «تبني نوع من الشراكة من الجانبين حتى تكون الرسالة المقدمة حول الهجرة واضحة ومنسجمة». وبعدما أكد ضرورة اعتماد سياسة تواصلية متجانسة، دعا لوليشكي مختلف البلدان المعنية بالهجرة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام إلى «الهوية والخصوصيات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين». وأبرز أن نهجا من هذا القبيل، «سيمكن من توفير ظروف أفضل لانفتاح المهاجرين في المجتمعات المستقبلة»، معبرا عن أسفه لمحدودية الخيارات المتاحة أمام المهاجر «إما الانصهار المطلق، أو الرفض». من جانبه، أكد لاسي سوينغ أن الهجرة الدوليو تشكل موضع تمثلات مغلوطة في الخطاب العام والسياسي، وهو يستدعي فتح «نقاش سياسي وعمومي واضح وشفاف». واعتبر أنه «على الرغم من ثورة الاتصالات، فإن العديدين ما زالوا غير مطلعين بشكل جيد على مدى ودلالة السياق السوسيو-اقتصادي لتدفقات الهجرة»، مستعرضا في هذا السياق الخطوط العريضة للتقرير بشأن الهجرة. ويقترح هذا التقرير، وهو الثامن من نوعه، مختلف سبل تحسين التواصل بشأن الهجرة من أجل تسهيل فهم والاعتراف بمزاياها، وتشجيع بلورة سياسات قائمة على معطيات دقيقة وضمان مشاركة أفضل للمهاجرين. ويشير التقرير إلى أنه من بين هذه الوسائل، بلورة خطاب منفتح ودقيق وغير مسيس حول الهجرة، واعتماد تدابير لحماية المهاجرين من التمييز، والتنسيق بين وسائل الإعلام من أجل بلوغ تغطية إعلامية موضوعية حول الموضوع.