نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أول أمس الثلاثاء بطاطا، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى ال55 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب التي تشكل محطة بارزة في مسيرة استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الذكرى تعد من الذكريات الحافلة بالعز والمجد لما تنطوي عليه من جليل التضحيات وعظيم البطولات التي شهدتها البلاد منذ إقدام المستعمر على نفي جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وما أعقب ذلك من اندلاع شرارة المقاومة المسلحة التي تجند لها أبطال بواسل دفاعا عن كرامة الشعب المغربي ومقدساته الوطنية والدينية ومقاومة شتى أنواع الهيمنة الأجنبية. وذكر بالثورة العارمة التي عمت كل ربوع المملكة، حيث اتخذ سكان الأقاليم الجنوبية من ربوع الصحراء المغربية مرتعا للملحمة الخالدة إذ جسدوا صورا رائعة في النضال الوطني دعمت خلايا المقاومة بالشمال وساهمت في تعزيزها، مؤكدا أنه من حق المغاربة الافتخار بما حققته هذه البطولات والتضحيات من انتصار على مخططات الاستعمار الغاشم الذي أبان عن سوء نيته ودبر المكايد ليطمس معالم هوية الشعب المغربي وينزع منه خيراته ويحارب مبادئه الدينية. وأعرب عن مشاعر التقدير لما قدمه أبناء هذه الربوع المجاهدة من نبل الأعمال وجليل المكرمات إسوة بإخوانهم الفدائيين والمقاومين من مختلف مناطق البلاد، مستحضرا، في الوقت ذاته، ما أسدته قلاع طاطا الشامخة للذود عن حياض الوطن واستكمال وحدة أراضيه بمساهمة أبنائها الذين تمكنوا بإرادتهم واستماتتهم من تلقين قوات الاحتلال دروسا في البطولة والوطنية الحقة والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وأكد أن استحضار الدلالات العميقة والأبعاد الرمزية لهذه الملحمة التاريخية يشكل مناسبة عظيمة للأجيال الصاعدة والقادمة لاستلهام مضامينها واستيعاب ما تختزنه من دروس وعبر، والاغتراف من ينابيعها الفياضة والتزود بقيمها ومعانيها في مسيرات الحاضر والمستقبل. ولم يفت الكثيري الإشارة إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى تزامن مع أولى الانتخابات التشريعية في ظل الدستور الجديد التي مرت في أجواء من الشفافية والمصداقية طبقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 58 لثورة الملك والشعب حيث أكد على تطبيق مقتضيات الدستور الأخير من أجل فتح آفاق الدمقرطة والتقدم. وأشار إلى إن أسرة المقاومة وجيش التحرير ممتثلة أقوى ما يكون للمبادئ والمثل العليا وقيم الكفاح والصمود والتعبئة الشاملة للذود عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية لترسيخ أقباسها في نفوس الأجيال الصاعدة، وإذكاء مواقفها الوطنية وانخراطها الايجابي الفاعل والملتزم بروح وطنية متقدة وبحس المواطنة الايجابية لمواصلة مسيرة الجهاد الأكبر لإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي والتنموي. وجدد بالمناسبة تأكيده على أن المغرب مؤمن بعدالة قضيته ووحدة ترابه، مستحضرا بذلك ما جاء في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 36 للمسيرة الخضراء المظفرة حول تأكيد المواقف الراسخة للمغرب من قضية وحدته الترابية والانعكاسات الايجابية لإرساء دعائم الجهوية المتقدمة على تحقيق مزيد من المكاسب الديمقراطية لفائدة سكان الصحراء المغربية. وتميز هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره على الخصوص عامل إقليم طاطا، ومنتخبون، وأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، بإلقاء كلمات ركزت على الدلالات العميقة والأبعاد الرمزية لهذا الحدث الوطني، مع الإشادة بفصول هذه الملحمة البطولية وإبراز مكانتها في سجل الوطنية المغربية الطافح بأمجاد وروائع الكفاح الوطني. وتوج هذا الحفل، الذي حضره أيضا أعضاء من المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بتكريم صفوة من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير بالمنطقة اعترافا بما أسدوه من إنجازات دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، بالإضافة إلى توزيع بعض الإعانات المالية والمساعدات الاجتماعية على عدد من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم. للإشارة فإن المندوبية ستنظم مهرجانات خطابية مماثلة بكل من آسا-الزاك وكلميم وطانطان، تخليدا لهذه الذكرى الوضاءة في سجل الكفاح الوطني من أجل التحرير والاستقلال والسيادة الوطنية واستكمال الوحدة الترابية.