خاض آلاف الأساتذة، أمس الخميس، مسيرة حاشدة بالرباط، انطلقت من قبالة مبنى البرلمان وسط العاصمة نحو مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، رددوا خلالها شعارات رافضة لاتفاق 26 دجنبر الموقع بين الحكومة والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية. وردد الأساتذة في المسيرة التي جابت شوارع الرباط، انطلاقا من شارع محمد الخامس، مرورا بشارع الحسن الثاني، وعبر شارع بن تومرت وصولا إلى مقر الوزارة على مستوى باب الرواح، (رددوا) شعارات تدين ما وصفوه بالإقصاء، وعدم إيلاء الأهمية لقطاع التعليم ومطالب الشغيلة التعليمية. وجدد الأساتذة التعبير عن رفضهم للنظام الأساسي الموحد، بالرغم من إدخال التعديلات عليه عقب اتفاق 26 دجنبر الذي جمع الحكومة والنقابات التعليمية، معتبرين هذه التعديلات غير كافية ولا تمثل المطالب الفعلية للأساتذة. كما رفع الأساتذة شعارات تؤكد على استمرار التصعيد إلى حين تحقيق مطالبهم ورفع ما وصفوه ب "الحيف" و"التهميش" الذي يطال هيئة التدريس بمختلف مستوياتها وإطاراتها، مشيرين إلى أن أي اتفاق وأي إصلاح لا يراعي مصالح الأستاذ لا يمثلهم وأن النضال مستمر إلى حين تحقيق المطالب. المحتجون الذين رفعوا لافتات تطالب بالإصلاح وترفض ما تم وصفه ب "الحوار المغشوش والاتفاق المشبوه"، رفعوا، أيضا، شعارات تطالب بالكرامة والإنصاف للأستاذ، وتحقيق مختلف مطالب الشغيلة التعليمية التي خرجت للاحتجاج من أجلها منذ ثلاثة أشهر. ومن ضمن هذه المطالب، النهوض بوضع الأستاذ، وحل الملفات الفئوية في القطاع، وإدماج جميع الأساتذة في الوظيفة العمومية، ومطالب همت استرجاع الاقتطاعات من الأجور التي تمت خلال الأشهر الماضية، فضلا عن مطالب أخرى بالكرامة والعدالة الاجتماعية. إلى ذلك، تأتي هذه المسيرة الحاشدة في اليوم الثاني من الإضراب الذي دعا له التنسيق الوطني للتعليم، والذي يستمر إلى غاية يومه الجمعة، فيما كانت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي قد دعت إلى يومين فقط، تشمل يومي الأربعاء والخميس الماضيين، على أن تستأنف الدراسة بالسلك الثانوي التأهيلي يومه الجمعة، في إطار التخفيف وفي إطار ما وصفوه، بإبداء حسن النية مع الوزارة الوصية، ودعوتها إلى إيجاد حلول قبل العودة للتصعيد. من جانبها، وبالرغم من الاتفاق الذي وقعته مع النقابات الأكثر تمثيلية حول النظام الأساسي الجديد، وإعلانها عن تمديد السنة الدراسية بأسبوع واحد، تواصل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عقد اجتماعات مكثفة مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية. ومن المرتقب أن تعقد وزارة التربية الوطنية يومه الجمعة، اجتماعا ثالثا مع النقابات الخمس الأكثر تمثيلية، بعد اجتماعين تما الثلاثاء الماضي، وأول أمس الأربعاء، إذ تواصل الوزارة مع النقابات النقاش بشأن النظام الأساسي الجديد الذي جرى المصادقة عليه وتعديله عقب اتفاق 26 دجنبر الماضي. وتروم الوزارة من خلال اجتماعاتها المكثفة مع النقابات إيجاد حلول ومراجعة بعض مواد النظام الأساسي الجديد التي ما يزال الخلاف قائما بشأنها بالرغم من الاتفاق على التعديل ونسخ النظام الأساسي الموحد في نسخته الأولى وتعويضه بالنسخة الثانية المعدلة، على أن يستمر النقاش والتعديل بخصوص بعض المواد الأخرى، قصد احتواء الاحتقان وخلق انفراج في القطاع تعود به المدرسة العمومية إلى طبيعتها وسيرها العادي وفق الخطة المعلن عنها لتحيين الموسم الدراسي.