الثورة التي أحدثتها الإنترنت في مختلف أوجه الحياة في العالم اليوم لا يحويها الوصف بسهولة. لكن علماء رياضيين يقولون الآن إنهم تمكنوا من قياس «وزن» الشبكة الإلكترونية وخرجوا بنتيجة مدهشة. تمكن عالم رياضيات مؤخرا من إجراء عملية حسابية قادته الى نتيجة مفادها أن الجهاز القارئ للكتب الإلكترونية («كينديل» التابع لموقع «أمازون» على سبيل المثال) يكتسب «وزنا» كلما أضاف صاحبه كتابا جديد الى مكتبته. وقال الرياضي إن هذا الأمر يحدث بسبب «وزن» الطاقة التي تكتسبها الإلكترونات عندما تقوم بتخزين المعلومات. وأضاف إن تعبئة قارئ إلكتروني مثل «كينديل» عن آخره بالكتب يضيف اليه وزنا متناهي الصغر بالمقارنة مع ذلك الذي يتسببه في حال شحن المستخدم بطاريته. وبمقارنة الاثنين فإن هذا الوزن الأخير يساوي 100 مليون مرة الوزن الذي يكتسبه القارئ الإلكتروني بإضافة تلك الكتب الإلكترونية. والآن تخرج علنيا قناة «فيسوس» التلفزيونية التابعة للموقع الشهير «يو تيوب» بأن خبراءها استخدموا نفس العمليات الحسابية تلك لقياس «وزن» الإنترنت حول العالم بأكمله. وقالوا إنهم دُهشوا عندما توصلوا الى نتيجة مفادها أن هذا الوزن لا يتعدى 50 غراما وهو ما يعادل حبة واحدة من الفراولة تقريبا. وأما المعلومات المحتواة في هذه العملية الحسابية فلا يتعدى وزنها وزن ذرة من الغبار. وقالت «فيسوس» إن رقم ال50 غراما الآنف ذكره هو في الواقع وزن إجمالي لعدد الإلكترونات في كمية الكهرباء اللازمة لتشغيل الإنترنت لدى 75 ? 100 مليون من متعهدي خدمات الشبكة العنكبوتية حول العالم. ولا تشمل هذه أجهزة الكمبيوتر الشخصية المستفيدة من تلك الخدمات. وبإضافة هذه الأخيرة يصبح الناتج 40 مليار واط، التي تبلغ ما يعادل وزن ثلاث حبات فراولة. وإذا اكتفينا بحساب الممعلومات المخزّنة في الإنترنت فقط، صار الوزن أقل كثيرا. على أن المشكلة هي تحديد حجم هذه المعلومات في الوقت الراهن. ولذا لجأت «فيسوس» الى آخر إحصاء متوفر وأجراه قبل زمن ما المهندس إريك شميدت من موقع ماكينة البحث الشهيرة «غوغل». وتبعا لذلك الحبير فإن حجم المعلومات على الإنترنت يبلغ 5 ملايين تيرابايت، تمكنت «غوغل» نفسها من فهرسة ما لا يزيد عن 0.04 في المائة منها. وبناء على كل هذا توصل خبراء «فيسوس» الى أن وزن هذه المعلومات لا يتجاوز 0.02 على مليون من الأوقية.