أقلعت صباح أمس الخميس من مطار بنغازي (شرق ليبيا) طائرة مغربية وعلى متنها 58 جريحا ليبيا أصيبوا خلال المواجهات المسلحة التي عرفتها البلاد، حيث سيتلقون العلاج بالمستشفيات المغربية. وكانت الطائرة المغربية التي تم إرسالها بتعليمات ملكية سامية، قد وصلت إلى بنغازي أول أمس الأربعاء، وعلى متنها طاقم طبي يضم أطباء جراحين وممرضين. وقام الوفد الطبي بزيارة ميدانية إلى المستشفى المركزي وكل من مستشفى الجلاء ومستشفى الهواري ببنغازي، تم خلالها الوقوف عن كثب على أحوال الجرحى الليبيين. كما تم بمعية مسؤولين عن وزارة الصحة الليبية، وأعضاء اللجنة الوطنية لنقل الجرحى، ومصالح القنصلية العامة للمغرب ببنغازي، تحديد الحالات المستعجلة التي يتم نقلها إلى المغرب لتلقي العلاج. كما تم خلال هذه الزيارات حصر التدابير الطبية اللازمة بما يكفل نقل المصابين في أحسن الظروف. واستكمالا لهذه العملية ذات البعد الإنساني التضامني مع الشعب الليبي الشقيق، حلت الوفد الطبي المغربي مساء يوم الخميس أيضا بطرابلس من أجل معاينة وتحديد الحالات الأخرى التي سيتم نقلها في رحلة ثانية إلى المغرب، على أن ينتقل في وقت لاحق إلى مدينة مصراتة في إطار المهمة ذاتها. وقد لاقت هذه المبادرة المغربية ترحابا كبيرا من قبل المسؤولين الليبيين وخلفت صدى طيبا لدى الجرحى وذويهم. وفي هذا الإطار، أشاد كل من نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة، ووزير الصحة الليبي ناجي بركات، بهذه الالتفاتة الملكية السامية والنبيلة تجاه الشعب الليبي الشقيق، كما عبرا عن استعداد ليبيا لتعزيز تعاونها مع المغرب خاصة في الميدان الصحي. ويذكر أن المغرب كان من البلدان الأوائل التي عبرت بشكل صريح عن دعمها ومساندتها للثورة الليبية منذ الأسبوع الأول لتشكيل المجلس الوطني الانتقالي، حيث أكدت المملكة المغربية اعترافها بالمجلس الوطني, كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وعلى الصعيد الإنساني قام المغرب بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين المتواجدين على الحدود الليبية التونسية، شملت إقامة مستشفى ميداني مجهز بأحدث الآليات لتقديم العلاجات الضرورية لأكثر من مائة شخص يوميا، كما قدم مساعدات إنسانية عن طريق عدة منظمات دولية متخصصة.