حطت في الساعات الاولى من صباح الاربعاء بمطار بنغازي (شرق ليبيا) طائرة مغربية تم ارسالها بتعليمات ملكية وتقل وفدا طبيا سيعمل على نقل جرحى ومصابين ليبيين لتقلي العلاج في المستشفيات المغربية. وحظي الوفد المغربي الذي يضم طبيبين جراحيين وعدد من الممرضين باستقبال من طرف نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة الذي اقام بالمناسبة حفلا على شرف الوفد ، حضره وزير الصحة الليبي ، ناجي بركات، والكاتب العام بالوزارة وعدد من الأطباء الليبيين المشكلين للجنة الوطنية لنقل المصابين. وقد أشاد كل من نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي ووزير الصحة الليبيين بهذه الالتفاتة الملكية والنبيلة تجاه الشعب الليبي الشقيق ، كما عبرا عن استعداد ليبيا لتعزيز تعاونها مع المغرب خاصة في الميدان الصحي . وبعد زوال اليوم ، قام الوفد الطبي المغربي بزيارة ميدانية للمستشفى المركزي ببنغازي ومستشفى الجلاء ومستشفى الهواري حيث اطلع عن كثب على أحوال الجرحى. وفور استكمال الاجراءات الادارية والطبية ، سيتم نقل الفوج الاول من الجرحى الليبيين الى المغرب وهي العملية التي من المرجح أن تتم الخميس . ومن المرتقب أن تشمل هذه العملية ذات البعد الانساني، في وقت لاحق، جرحى آخرين بمدينتي مصراتة وطرابلس سيتم نقلهم في رحلة مماثلة . وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء قال القنصل العام للمملكة المغربية ببنغازي بوزكري الريحاني " إن هذه المبادرة النبيلة التي جاءت بناء على تعليمات ملكية سامية تعبر عن تضامن المملكة المغربية ومؤازتها لليبيا الشقيقة " ، مبرزا أن " جلالة الملك سيتكفل بكامل مصاريف علاج الجرحى الليبيين". وأضاف الريحاني أن هذه "الالتفاتة الاخوية تجاه الشعب الليبي هي بمثابة تهنئة واستمررا للدعم الموصول الذي مافتئت المملكة تقدمه لليبيا الشقيقة على مختلف الاصعدة " ، مذكر في هذا السياق ، بأن المغرب كان من البلدان الأوائل التي عبرت بشكل صريح عن دعمها ومساندتها للثورة الليبية منذ الأسبوع الأول لتشكيل المجلس الوطني الانتقالي ، حيث أكدت المملكة المغربية اعترافها بالمجلس الوطني، كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وتجدر الاشارة في هذا الاطار الى أن المغرب شارك في اجتماعات مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا كمجموعة غير رسمية تضم دولا عربية وغربية، إضافة إلى منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وهيآت دولية كالأمم المتحدة. وسجلت المملكة حضورها في اجتماعات باريس ولندن (مارس) والدوحة (أبريل) وأبو ظبي (يونيو)، وكذا في اجتماع اسطنبول (يوليوز) الذي تميز باعتراف كل المشاركين ، ومنهم المغرب بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب وحيد وشرعي للشعب الليبي. وعلى الصعيد الانساني قام المغرب بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين المتواجدين على الحدود الليبية التونسية، شملت إقامة مستشفى ميداني مجهز بأحدث الآليات لتقديم العلاجات الضرورية لأكثر من مائة شخص يوميا. كما قدم مساعدات إنسانية عن طريق عدة منظمات دولية متخصصة. وشكلت الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري لبنغازي بتعليمات من الملك محمد السادس حاملا رسالة إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ، محطة بارزة في مسار دعم المملكة لهذا البلد الشقيق.