...وأخيرا فعلها الوداد وتأهل إلى نهائي دوري الأبطال الإفريقية. وأخيرا الكرة المغربية تعود للظهور بقوة على الصعيد الإفريقي، الوداد بات قاب قوسين أو أدنى من انتزاع الكأس الأغلى بالقارة السمراء، بعدما نجح في العودة بتعادل ثمين من قلب «آبا» النيجيرية أمام فريق إنييمبا. تأهل جاء ليؤكد أن وصول الوداد إلى المرحلة المتقدمة لم يكن مصادفة، بل نتاج عمل جبار ومتواصل من كافة فعاليات الفريق الأحمر. والآن الوداد ضرب موعدا قويا مع فريق الترجي التونسي في المباراة النهائية، مباراة بنكهة مغاربية تجمع بين الوداديين والأشقاء التونسيين، لا مكان فيها للتراخي أو للاستهانة بالخصم.. شيء واحد ومشترك سينظر له الفريقان وهو الظفر باللقب الثاني في تاريخهما الحافل بالألقاب والأمجاد الكروية، وهو ما يعني تلقائيا التأهل إلى كأس العالم للأندية المقررة باليابان، والوصول إلى العالمية التي تحصل عليها الرجاء مطلع الألفية الثالثة. الوداد كممثل للمغرب في «تشامبين سليغ» إفريقيا يعي حجم المسؤولية التي أنيطت به بعدما قطع مشوار طويلا وصعبا وسط الأدغال الإفريقية، فشعار «الخطأ ممنوع» سيكون شعار الوداديين في أمسيتي الدارالبيضاء ورادس، والفريق الأحمر الذي يقدم مستويات مميزة في الواجهات الثلاث، حيث يتصدر ترتيب البطولة الاحترافية مع مباراة ناقصة، وتمكن من بلوغ نصف نهائي كأس العرش، يسعى إلى كتابة اسمه بحروف ذهبية في حالة الظفر باللقب، مع التفكير في إنجاز تاريخي بالنسبة الأندية المغربية.. هذا إذا نجح الفريق الأحمر في إضافة لقبي البطولة والكأس إلى خزائنه. كل الظروف مهيأة للبحث عن إنجاز تاريخي. فكتيبة المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل تبقى الأفضل على صعيد الأندية الوطنية، وإدارة الفريق تسهر على توفير كل سبل الراحة للمدرب ومساعديه وللطاقم وللاعبين، كما أن إدارة الوداد وضعت مكافآت مغرية لتحفيز اللاعبين على بذل كامل جهدهم للعودة باللقب من تونس، ولما إمكانية حسم المسألة بالدارالبيضاء!!؟ المطلوب الآن من لاعبي الوداد عدم الاكتراث لتلك الأقاويل التي ترجح كفة الترجي، فالكتيبة الحمراء تملك كافة الإمكانات التي تؤهلها إلى تتويج بثاني ألقابها في المسابقة، شريطة الانتباه إلى الأخطاء التي ارتكبت في المباريات السابقة، لأن الخصم لن يكون بالفريق السهل. فالترجي كما نعلم سيأتي في مباراة الذهاب للعودة بنتيجة إيجابية تقربه من لقب استعصى عليه في ثلاث مناسبات، وتمنى أن تكون هذه المرة هي الرابعة له!!؟ ومن المفارقات العجيبة، أن الترجي التونسي كان وراء عودة الفريق الأحمر إلى المسابقة، والكل يتذكر كيف ساهم «التوانسة» بتقديم شكوى للاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمام مازيمبي الكونغولي على خلفية إشراك هذا الأخير لاعبا سابقا للترجي. ليخوض الوداد مباراة سد ويتأهل على إثرها إلى دور المجموعات ويفرض نفسه على الساحة الإفريقية واحدا من الفرق المرشحة لإحراز اللقب بعدما نجاحه في مقارع كبار القارة. الترجي أيضا أهل الوداد إلى المربع الذهبي بعدما نجح في إسقاط الأهلي المصري بالضربة القاضية، حينها كان الوداد في حاجة لمعجزة عقب خسارته أمام المولودية الجزائرية آنذاك، وجاء الفرج من الترجي الذي اعتبر أن مواجهة الوداد في المستقبل ستكون أسهل نسبيا من نزال ثان مع نادي القرن الإفريقي. الطريف في الأمر.. أن جماهير النادي الإفريقي التي تكن عداء غير مفهوم للترجي، تتمنى أن يحرز الفريق المغربي اللقب على حساب الفريق التونسي، مع العلم أن النادي الإفريقي قد يسقط في مواجهة فريق مغربي آخر لحساب نهائي كأس (الكاف) أمام المغرب الفاسي الذي لم يتأهل بعد إلى النهائي. كل الفعاليات الودادية تؤكد على ضرورة الظفر باللقب، الرئيس والمدرب واللاعبون عازمون على رسم صورة مشرفة عن الكرة المغربية في الصعيد الإفريقي والدولي. الكل سيكون خلف الوداد أثناء منازلتها للترجي، ولن يقتصر الأمر فقط على جمهور الوداد، بل حتى جماهير الرجاء والماص والجيش والكاك والواف والفرق الوطنية... ستتمنى أن يفوز الوداد بكأس عصبة أبطال إفريقيا، لأن فوز الوداد بالعصبة الإفريقية سيحسب إنجازا لصالح المغرب وسيرسل رسالة قوية مفادها، أن صحوة الكرة المغربية لن تنتهي عند تأهل منتخب الكبار ل (الكان) أو بلوغ الأندية المغربية نهائيات المسابقات الإفريقية.