قال الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إن الوداد البيضاوي لم يحقق أي شيء يذكر في دوري أبطال إفريقيا، منذ أن توّج باللقب القاري عام 1992، لكن الفريق المغربي بطل الدوري المحلي لن يكون لقمة سائغة للترجي. دخل كل من الترجي والوداد البيضاوي مباراة الإياب من الدور نصف النهائي في نهاية الأسبوع وهما يتقدمان بنتيجة واحدة 1-0، وقد نجح ممثلا شمال أفريقيا في الدفاع عن تقدمهما ذهاباً ليبلغا نهائي أعرق بطولة أفريقية. كان الترجي مرشحاً بقوة لبلوغ مباراة القمة لأنه تقدم ذهاباً خارج ملعبه 1-0 على الهلال السوداني قبل أسبوعين، لكنه انتظر الشوط الثاني ليسجل هدفيه السبت. وسجل يوسف المساكني هدفاً هو الثاني له في مباراتين بعد سبع دقائق على انطلاق الشوط الثاني قبل أن يضيف وجدي بوعزة الثاني في الثواني الأخيرة ليحسم المواجهة 3-0 في مجموع المباراتين، علماً بأن مباراة الإياب أقيمت في رادس في ضواحي تونس العاصمة من دون جمهور. أما الوداد فحقق الفوز على أرضه ذهاباً 1-0، وكان يخوض اختباراً قوياً ضد إنييمبا في عقر دار الأخير، لكن الفريق الذي يرتدي اللونين الأحمر والأبيض نجح في المحافظة على نظافة شباكه في مدينة أبا النيجيرية والخروج بالتعادل السلبي الذي كان جواز سفره نحو الدور النهائي. وحاصر إنييمبا المرمى المغربي أمام جمهور متحمس، لكن بطل المسابقة عامي 2003 و2004 فشل في قلب الأمور في مصلحته إياباً بعد هدف باسكال أنجان الوحيد ذهاباً من كرة رأسية. يقام الدور النهائي بنظام الذهاب والإياب في نوفمبر/تشرين الثاني علماً بأن الفائز باللقب سيشارك في كأس العالم للأندية FIFA المقررة في اليابان في ديسمبر/كانون الأول. يذكر أن الفريقين التقيا في دور المجموعات في أغسطس/آب الماضي وأسفرت المباراتان عن تعادلهما، وبالتالي فإن الاثارة ستكون على الموعد في الدور النهائي. فرصة ثانية للفريقين توّج الترجي بطلاً للمسابقة الأفريقية المرموقة عام 1994، لكن منذ ذلك التاريخ خسر النهائي ثلاث مرات بينها الموسم الماضي أمام تي بي مازيمبي حيث مني بخسارة فادحة 1-6 في مجموع المباراتين. بيد أن الترجي اثبت بأنه أحد كبار الأندية في القارة حيث نجح المدرب نبيل معلول في بناء فريق يملك جميع الأسلحة للذهاب بعيداً في البطولة. وقد سجل الترجي 23 هدفاً في حين دخل مرماه ستة أهداف طوال البطولة حتى الآن، ولم يخسر سوى مرة واحدة أمام أسباك 0-2 وذلك بعد أن كان حقق فوزاً عريضاً ذهاباً على منافسه 5-0. وعلى الرغم من خوض المباراة من دون جمهور، لم يشكل الفريق السوداني أي خطر على مرمى الترجي ليخرج الأول من الدور نصف النهائي للمرة الثالثة في السنوات الخمس الأخيرة. وعاد النجم الصاعد مساكني للتألق من جديد بعد بداية صاروخية في البطولة وقد رفع رصيده إلى خمسة أهداف بعد أن شغل مركزاً متقدماً في خط الوسط مستغلاً غياب قائد الفريق أسامة الدراجي المصاب. شكل التونسي الدولي البالغ من العمر 20 عمراً خطراً دائماً على دفاع الفريق السوداني منذ الدقيقة الأولى، لكنه انتظر حتى الشوط الثاني ليتغلب على حارس مرمى الهلال معز محجوب عندما راوغ مدافعين بتقنية عالية قبل أن يسدد كرة قوية عانقت الشباك. أما هدف بوعزة فجاء هو الآخر بمجهود فردي وسط غابة من المدافعين ليحسم نتيجة المباراة وتنطلق الإحتفالات خارج الملعب. في المقابل، لم يتعرض إنييمبا لأي هزيمة في مبارياته ال11 الأولى في دوري أبطال أفريقيا، إلى أن خسر أمام الوداد 0-1 في ذهاب نصف النهائي حيث فشل هجومه الرهيب في زيارة شباك الفريق المغربي. وعلى الرغم من خيبة أمل الجماهير النيجيرية جراء فشل المنتخب الأول في بلوغ نهائيات كأس الأمم الأفريقية CAF المقبلة المقررة في يناير/كانون الثاني، فإن فريق الوداد كان السبب هذه المرة في زيادة المرارة في قلوبهم. لم يحقق الوداد أي شيء يذكر في هذه المسابقة منذ أن توّج باللقب القاري عام 1992، لكن الفريق المغربي بطل الدوري المحلي لن يكون لقمة سائغة للترجي. وكان مدرب الوداد ميشيل دو كاستيل الذي يشرف عليه للمرة الثانية في مسيرته وعد بتسجيل هدف خارج قواعده في أبا، وقد نجح فريقه في اصابة العارضة في مطلع المباراة، ويبدو أن هذا الأمر أثر على معنويات أصحاب الأرض. وفي الشوط الثاني خلق إنييمبا فرصاً عدة للتسجيل بعد أن تراجع الوداد إلى صفوفه الخلفية، لكن أوتشي كالو وإيفيني إيدي أضاعا الواحدة تلو الأخرى وحذا حذوهما الإحتياطي فيكتور بارناباس من مسافة قريبة في آواخر المباراة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التسجيل وفرض وقت إضافي. وخرج الوداد بتعادل مستحق وقد أعرب دو كاستيل عن فخره بلاعبيه وكيفية تعاطيهم مع القوة البدنية العالية للنيجيريين بقوله "إنييمبا فريق قوي جداً من الناحية البدنية وكنا نتوقع أن يضغط علينا في الشوط الثاني." وأضاف "لم يكونوا محظوظين في ترجمة الفرص التي سنحت لهم، لكن على العموم أستطيع القول بأننا كنا أفضل منهم. أنا فخور جداً بلعبي فريقي." ويعتبر المغرب وتونس قوتين تقليديتين في الكرة الأفريقية حيث فاز ممثليها بدوري أبطال أفريقيا خمس مرات وثلاث مرات على التوالي. وتتمثل الدولتان بفريقين أيضا في كأس الإتحاد الأفريقي CAF بوجود النادي الأفريقي والمغرب الفاسي المغربي وكلاهما قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور النهائي لتكتمل سيطرة الكرة الأفريقية الشمالية على البطولتين القارتين.