نجح فريق الوداد الرياضي البيضاوي في العودة بتعادل سلبي وثمين (0-0) من مدينة آبا النيجيرية حيث واجه أول أمس الأحد بملعب "إنييمبا سبورت استاديوم" فريق إنييمبا في مباراة إياب دور نصف نهاية مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم ليضرب موعدا في النهاية مع الترجي التونسي في مواجهة مغاربية مثيرة وواعدة. وكان الفريق المغربي قد فاز في مباراة الذهاب, التي أقيمت قبل أسبوعين بملعب المركب الرياضي محد الخامس بالدار البيضاء, بهدف للاعب وسط ميدانه البينيني باسكال أنغان في الدقيقة 89. ويواجه فريق الوداد في اللقاء النهائي فريق الترجي الرياضي التونسي, الذي تأهل على حساب فريق الهلال السوداني, بفوزه عليه أمس السبت بملعب رادس بالعاصمة التونسية 2-0 (مباراة الذهاب 1-0 لفائدة الفريق التونسي). وكان بإمكان ممثل كرة القدم المغربية أن يخرج فائزا من هذا اللقاء, الذي أداره طاقم تحكيم جزائري بقيادة محمد بنوزة, وذلك بالنظر للوجه المشرف والنهج التكتيكي الناجع الذي اعتمده زملاء العميد والحارس الدولي نادر لمياغري على امتداد شوطي المباراة ما مكنهم من امتصاص حماس اللاعبين النيجيريين والحد من خطورتهم. فقد نجح اللاعبون الوداديون في فرض أسلوب لعبهم من خلال تعزيز الدفاع وملء وسط الميدان وسد جميع المنافذ وشل حركة الفريق المنافس واعتماد المرتدات السريعة, الشيء الذي بعثر أوراق المدرب فيليكس أوكي إموردي وأرغمهم على التقهقر إلى الخلف في محاولة لتفادي هدف قد يزيد من صعوبة مهمة فريق إنييمبا. وكاد فريق الوداد البيضاوي أن يفتتح حصة التهديف في الدقيقة 11 عبر لاعب وسط ميدانه ياسين لكحل, الذي سدد من على بعد 30 متر بيسراه كرة قوية ومركزة غير أن العارضة نابت عن الحارس بول غودوين في الحفاظ على نظافة الفريق النيجيري. دقيقتان بعد ذلك رد الفريق النيجيري بتسديدة قوية تصدى لها لمياغري ببراعة ,لتدخل المباراة في أخذ ورد مع امتياز طفيف للفريق المغربي إلى غاية نهاية الشوط الأول. وتغيرت مع انطلاقة الشوط الثاني, مجريات اللعب خاصة بعد التراجع غير المبرر للاعبي فريق الوداد إلى الخلف الشيء الذي أعطى لاعبي الفريق المضيف فرصة التقدم والضغط على معترك الفريق المغربي, لكن دون أن يفلح في بلوغ مرمى لمياغري, الذي تألق إلى جانب الدفاع في الدفاع عن نظافة شباكه. وخلق فريق إنييمبا مجموعة من الفرص الخطيرة خاصة في الدقائق 48 و55 و68 و74 و84 بيد أن تكتل واستماتة لاعبي فريق الوداد وبدون استثناء ساهم في الحفاظ على عذرية شباكهم وبالتالي الذهاب بالمباراة إلى بر الأمان وحجز بطاقة التأهل الثانية إلى اللقاء النهائي المقرر ذهابه ما بين 4 و6 نونبر المقبل وإيابه بين 11 و13 من الشهر ذاته أمام فريق الترجي الرياضي التونسي في نهاية مغاربية عربية إفريقية غاية في الإثارة والندية. وأدى فريق إنييمبا, الذي سبق له الفوز باللقب القاري عامي 2003 و2004, ثمن الثقة الزائدة عن الحد التي أبداها مسؤولوه ولاعبوه ومؤطروه بعد مباراة الذهاب بالدار البيضاء وكذا ثمن الهدف القاتل الذي تلقته شباكه في الأنفاس الأخيرة عن طريق البديل باسكال لتتفاقم أزمة كرة القدم القدم النيجيرية التي تعيش على نكسة إقصاء منتخب "النسور الخضر" من النهائيات القارية.أما تأهل فريق الوداد, الحائز على اللقب مرة واحدة سنة 1992, إلى الدور النهائي, فجاء ليتوج مسارا أكثر من رائع نتيجة وأداء في هذه المسابقة القارية الكبرى وليكرس بما لايدع مجالا للشك عودة كرة القدم الوطنية إلى الساحة الإفريقية من بابها الواسع خاصة بعد التأهل المستحق للمنتخب الوطني المغربي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012, وتتويج فريق اتحاد الفتح الرياضي السنة الماضية بطلا لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية, التي يبدو أن فريق المغرب الفاسي على بعد خطوات قليلة من تكرار هذا الإنجاز. يذكر أن فريق الترجي التونسي, الفائز باللقب القاري مرة واحدة سنة 1994 ومنافس فريق الوداد الرياضي البيضاوي على لقب هذه المسابقة سبق له أن خاض ثلاث نهايات أعوام 1999 و2000 و2010 وخسرها جميعها وآخرها كانت أمام فريق مازيمبي الكونغولي. وسبق للفريقين المغربي والتونسي أن التقيا برسم منافسات المجموعة الثانية حيث تعادلا ذهابا بالدار البيضاء 2-2 وإيابا بتونس 0-0. وسيحصل بطل هذه المسابقة على جائزة مالية قدرها 425ر1 مليون دولار أمريكي, فيما يحصل اتحاد الكرة في بلد الفريق الفائز على 75 ألف دولار، ويحصل وصيف البطل على 950 ألف دولار واتحاده الوطني على 50 ألف دولار.