«بوينغ» تسعى لتحصين موقعها في المغرب و«إيرباص» تتمسك بالسوق المغربية فيما يقترب المغرب من تجديد أسطوله الجوي سنة 2015، بدأ المصنعون الكبار في السعي إلى الفوز بحصة في الطلبيات الجديدة التي سيعبر عنها المغرب. وكشفت مواقع كبريات الشركات العالمية في صناعة الطيران، عن منافسة شرسة بين «بوينغ الأمريكية» و»إيرباص الفرنسية» للفوز بصفقات في السوق المغربية لصناعة الطيران والفضاء. وتسعى الشركة الأمريكية «بوينغ» لاستعراض فرص استثمارها في صناعة الطيران والفضاء بالمغرب، من خلال قمة تجارية عقدتها منتصف الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع المغرب تمتد 15 سنة لتزويد الأسطول الجوي المغربي بكل مستلزماته. وفي سياق «اشتداد الصراع» بين قطبي صناعة الطيران عالميا، قال ستان ديل، نائب رئيس مجموعة «بوينغ»، إن البعثة تسعى إلى تشجيع شراكات متينة مع المغرب، مضيفا في تصريحات له عقب التوجه للمغرب «نتوقع ارتفاع الطلب على الطائرات، والحكومة المغربية التزمت بقوة من أجل تطوير صناعة الطيران والفضاء، سواء على مستوى البنيات التحتية أو التكوين»، ومشيرا إلى أن «بوينغ» ومجهزيها يمكنهم الاستفادة من نمو هاته الصناعة. وفي وقت تسعى فيه العلامة الأمريكية «بوينغ» لتقوية حضورها في المغرب، كشف تقرير فرنسي نشر في عدد من المواقع الاقتصادية الفرنسية، أن المغرب يشكل سوقا استراتيجيا ل «إيرباص». كما اتهم التقرير «بوينغ»، بشن سياسة هجومية للسيطرة على السوق المغربية، منبها في نفس الوقت المجموعة الأوروبية «إيرباص» بعدم الانسحاب من السوق المغربية والتمسك بها مهما كلف ذلك. وشدد التقرير الفرنسي على ضرورة تدخل أوروبي من أعلى مستوى للحفاظ على موقع المجموعة الأوروبية في السوق المغربية. وتعتبر «بوينغ» مساهما في «ماتيس»، الشركة المغربية المتخصصة في ألياف الطائرات، كما تمكنت من ربط علاقات مع العديد من الشركات العاملة في المغرب في قطاعات مرتبطة بالطيران والفضاء. إلى ذلك، كشف مصدر مطلع أن اختلاف أحمد رضا الشامي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة؛ وإدريس بنهيمة، المدير العام للخطوط الملكية المغربية؛ حول تقنيات الشركتين العالميتين، أدى إلى تأجيل مسألة الحسم في صفقة اقتناء 23 طائرة جديدة، تدخل في إطار تجديد المغرب لأسطوله الجوي. وأوضح المصدر أن بنهيمة يفضل علامة «إيرباص» الأوروبية، في حين أن الشامي يميل أكثر للمجموعة الأمريكية «بيونغ»، الأمر الذي تؤكده القمة التجارية التي عقدتها «بوينغ» بدعوة من وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة. وكان الشامي، قد قال خلال القمة التجارية لصناعة الطيران المنعقدة بالدار البيضاء، إن «المغرب يشتري طائرات البوينغ عن طريق شركة الخطوط الجوية الملكية، وبالتالي يجب على هؤلاء مساعدتنا لتشجيع الشركات الأمريكية التي تنشط في مجال معدات وتجهيزات الطائرات من أجل الاستقرار في المغرب والاستثمار فيه، حيث قدمنا لهم عرضا تنافسيا من خلال إعفاء ضريبي كلي خلال السنوات الخمس الأولى، ومن ضريبة مخفضة إلى 8.75 بالمائة خلال السنوات الموالية بالنسبة للمقاولات المقامة بالمنطقة الحرة، وتسهيل المساطر الإدارية، ناهيك عن تكوين الموارد البشرية في القطاع من خلال معهد مهن صناعة الطيران المتواجد بالمحطة الصناعية المندمجة للنواصر». ويشار إلى أن قطاع الطيران والفضاء، يشكل أحد المهن العالمية التي يعتمد عليها المغرب في المخطط الصناعي، الذي يغطي الفترة بين 2009 و2015، حيث يسعى إلى مضاعفة حجمه، خاصة عبر أنشطة المناولة والصيانة لفائدة المجموعات الأجنبية، ويتطلع المغرب، الذي استقرت به حوالي 100 شركة منذ إطلاق المخطط، إلى أن يصبح قاعدة لمزودي «إيرباص» و»بوينغ» على حد سواء. وتعتبر بعض التقارير أن المغرب يعد من بين البلدان الصاعدة في قطاع صناعة الطيران، بالإضافة إلى الصين والبرازيل وروسيا وكوريا وتونس.