مع اقتراب تجديد المغرب لأسطوله من طائرات النقل الجوي المرتقب في 2015، بدأ المصنعون الكبار في السعي إلى الفوز بحصة في الطلبيات الجديدة التي سيعبر عنها المغرب. وقد كشفت شركة «بوينغ» الأمريكية، أول أمس الأربعاء، عن نيتها عقد قمة تجارية بالمغرب، في شهر أكتوبر القادم، وعبرت الشركة، خلال ندوة صحفية مشتركة عقدها، ستان ديل، نائب رئيس «بوينغ» مع وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أحمد رضا الشامي، بباريس، على هامش معرض الطيران الدولي «بورجي» بباريس، عن أن البعثة التي ستقودها إلى المغرب، تسعى من خلالها إلى تقديم مزوديها للشركات المغربية وتشجيع شراكات متينة، مع المغرب عبر تجميع الصناعات المغربية ذات الصلة بالطيران والفضاء. وتعتبر «بوينغ» مساهما في «ماتيس»، الشركة المغربية المتخصصة في ألياف الطائرات، كما تمكنت من ربط علاقات من العديد من الشركات العاملة في المغرب في قطاعات مرتبطة بالطيران والفضاء. وقال ستان ديل، «نتوقع ارتفاع الطلب على الطائرات، والحكومة المغربية التزمت بقوة من أجل تطوير صناعة الطيران والفضاء، سواء على مستوى البنيات التحتية أو التكوين»، مشيرا إلى أن بوينغ ومجهزيها يمكنهم الاستفادة من نمو هاته الصناعة. فيما رحب الشامي بالشراكة التي تمتد إلى مجهزي المصنع الأمريكي، حيث أكد على أنهم سوف يجدون محيطا مرحبا بالاستثمار في المغرب. بينما تسعى «بوينغ» إلى تحصين حضورها في المغرب، عبر تأمين مكان فيه لمجهزيها، نقل عن وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أحمد رضا الشامي، قوله إن الباب يظل مفتوحا أمام «إيرباص» خلال تجديد أسطول الطائرات الوطنية بعد 2015، مشيرا إلى أنه في ما يتصل بالناقلة الوطنية الخطوط الملكية المغربية، لن تكون ثمة إعلانات، فالشركة بصدد العمل على إعداد مخطط لما بعد 2015، مؤكدا أنه تم إخبار مسؤولي «إيرباص» بأن الباب يظل مفتوحا، لأن تجديد الأسطول خيار استراتيجي في 2015. وأثار المغرب في الفترة الأخيرة اهتمام مصنع من الحجم الكبير، فشركة «بومباردي» تدرس إمكانية فتح مصنع لها بأوروبا الشرقية أو شمال إفريقيا، وقد أثار انتباهها المغرب، على اعتبار أنه يتوفر على صناعة للطيران، ثم إن «سافران» أحد مزودي «بومباردي» توجد بالمغرب، حيث تصنع أجزاء لفائدة العديد من الطائرات، وتتطلع «بومباردي» إلى فتح مصنع جديد لأنها سوف تحتاج إلى قدرات إنتاجية جديدة بعد الانتعاش الاقتصادي. ويشكل قطاع الطيران والفضاء أحد المهن العالمية التي يعتمد عليها المغرب في المخطط الصناعي، الذي يغطي الفترة بين 2009 و2015، حيث يسعى إلى مضاعفة حجمه، خاصة عبر أنشطة المناولة والصيانة لفائدة المجموعات الأجنبية، ويتطلع المغرب، الذي استقرت به حوالي 100 شركة منذ إطلاق المخطط، إلى أن يصبح قاعدة لمزودي «إيرباص» و«بوينغ» على حد سواء. وتعتبر بعض التقارير المغرب من بين البلدان الصاعدة في قطاع صناعة الطيران، بالإضافة إلى الصين والبرازيل وروسيا و كوريا وتونس.