يرتقب أن يتعزز الأسطول الجوي للخطوط الملكية المغربية بطائرتين جديدتين من طراز بوينغ 737-800، ستتسلم إحداهما في بحر شهر مارس الجاري، بينما تنتظر أن تستقبل الطائرة الثانية خلال شهر أكتوبر القادم. في الوقت الذي توصلت بطائرتين تحملان علامة “بوينغ” من طراز 737 من الجيل الجديد على التوالي خلال شهري فبراير ومارس من السنة الماضية، ليصبح أسطول “لارام” متكونا، إلى غاية نهاية شهر فبراير الماضي، من 43 طائرة، 39 منها من صنع العملاق الأمريكي “بوينغ” وأربع فقط من طراز “إيرباص” أ321 تم طلبها في 2001 وتم تسليم آخرها في 2006. الفرق الواضح في حصة سوق كل من «بوينغ» و«إيرباص» في أسطول «لارام» تحكمه عدة أسباب من بينها المعايير التي تضعها الشركة عند إطلاق طلبات عروضها، حيث تقول رجاء بنسعود، مديرة التواصل بالخطوط الملكية المغربية، «حينما توصلنا بعروض المصنعين بعد إطلاقنا لطلب عروض سنة 2000 لتوسيع وتحديث أسطول الشركة في الفترة الممتدة ما بين 2002 و 2012، تم إنشاء أربع لجان مختلفة الاختصاصات من داخل «لارام» لتدارس العروض المقدمة، وأشغال هذه اللجان كانت محور تقرير تحليلي لإعداد عناصر التكلفة لأخذها بعين الاعتبار في التقييم الاقتصادي والمالي لعروض المصنعين». صراع «بوينغ» و«إيرباص» أزلي، وحرب المواقع بينهما مستمرة إلى إشعار غير معلوم، يقول دافيد دوفيرنوا، نائب الرئيس، مكلف بالمبيعات في شمال وغرب إفريقيا لدى «إيرباص»: “لا تزال حصة مجموعتنا في السوق المغربية جد متواضعة مقارنة بمنافستها الأمريكية، إذ إن مجموعة الخطوط الملكية المغربية لا تتوفر إلا على 4 طائرات “إيرباص” أ321 تم طلبها في 2001 وقد تم تسليم آخرها في 2006، ومنذ 2001 لم تطلق الخطوط الملكية المغربية أي طلب عروض باستثناء ذلك الذي يخص تعويض طائراتها 767، وهو ما لم يعط لنا الفرصة من أجل رفع حصة «إيرباص» في السوق المغربية»، لكن هذه المعطيات يضيف دوفيرنوا من شأنها أن تتغير في المستقبل بفضل طلب العروض الذي أطلقته «لارام» أواخر 2007 من أجل ملاءمة أسطول «أطلس بلو» بطائرات من فئة أ320 وهي الفئة التي تنتمي إليها طائرة أ321، وهي التي يتم العمل بها حاليا في شركتي الخطوط الملكية المغربية و«أطلس بلو». واعتبر المسؤول بشركة «إيرباص» الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الشركة المغربية محاولة من «لارام» لتحقيق التوازن»، لأن مجموعة طائرات أ320 رائدة في مجال النقل الجوي منخفض التكلفة (إيزي جيت، إير آسيا، جيت بلو) وهو المجال الذي تعمل فيه شركة «أطلس بلو»، حيث إن هذه العملية ستمكن مجموعة الخطوط الملكية المغربية من الحصول على مداخيل جديدة في مجال صيانة وتكوين «إيرباص» والتي تعد حصتها في سوق الزبائن الطبيعيين للمغرب مرتفعة بشكل كبير مقارنة بمنافستها». في سياق آخر، تبقى مسألة تسليم الطائرات في الآجال المتفق عليها من بين أكبر الإكراهات التي تواجه «بوينغ» و«إيرباص»، فالأولى لا تزال تشهد تعثرات في إخراج طائرتها «787 دريملاينر» إلى الوجود بعد مرور ستة أشهر على التاريخ المحدد، وهو ما أرجعه مصدر من «بوينغ» مسؤول عن المبيعات بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى مشاكل تقنية محضة، والثانية يؤكد نائب رئيسها أنها سلمت 90 في المائة من الطائرات في الآجال المحددة بين 2006 و2007، غير أنه يقر بالتأخر الحاصل في تسليم طائرة أ380 ويعزوه إلى مشكل صناعي. إلى ذلك، فإن «إقلاع» حصة سوق «بوينغ» أو «إيرباص» في المغرب يبقى رهينا «بهبوط» واحدة منهما ووقوعها في أخطاء «تقنية» مرتبطة بتسليم الطائرات في وقتها المحدد ومدى رضا «لارام» عنها، والتجربة أكدت أن عمليات «خرق أجواء» سماء أسواق إحدى الشركتين ممكنة جسدتها المجموعة الأوروبية «إ.دي.أس» وهي تبرم مع البانتاغون الأمريكي أكبر الصفقات في دولة أجواؤها «ملك» ل«بوينغ».