تعقد شركة «بوينغ» الأمريكية قمة تجارية نهاية الأسبوع الحالي بالدار البيضاء لاستعراض فرص استثمارها في صناعة الطيران والفضاء بالمغرب. ومع اقتراب تجديد المغرب لأسطوله الجوي المرتقب في 2013، تشتد حرب المواقع بين شركة «بوينغ» الأمريكية و«ايرباص» الأوروبية للفوز بصفقات في سوق مغربي لصناعة الطائرات والفضاء التي يقدر حجم صادراته بمليار دولار، ويتطور بنسبة 25 سنويا خلال الخمس سنوات الأخيرة. وفي سياق «اشتداد الصراع بين بين قطبي صناعة الطائرات عالميا، قال ستان ديل، نائب رئيس «بوينغ»: البعثة تسعى إلى تشجيع شراكات متينة مع المغرب. مضيفا في تصريحات له عقب التوجه للمغرب: «نتوقع ارتفاع الطلب على الطائرات، والحكومة المغربية التزمت بقوة من أجل تطوير صناعة الطيران والفضاء، سواء على مستوى البنيات التحتية أو التكوين»، مشيرا إلى أن بوينغ ومجهزيها يمكنهم الاستفادة من نمو هاته الصناعة». في هذا الإطار، أورد تقرير فرنسي نشر في موقع «الشركات 40 الكبرى المدرجة ببورصة باريس» على أن المغرب يجب أن يشكل سوقا استراتيجيا «لمجموعة ايرباص الأوروبية»، واصفا استراتيجية «بوينغ» بسياسة هجومية للسيطرة على صناعة أجزاء الطائرات والفضاء في المغرب. ونبه التقرير على أن ايرباص «يجب أن لاتنسحب من المغرب بأي ثمن». وشدد التقرير على ضرورة «تدخل الأوروبيين ومن أعلى مستوى للحفاظ على موقع ايرباص في الساحة المغربية». وفي اتصال ل«التجديد» بوزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، اعتبر مسؤول على اطلاع بالملف، على أن الصراع بين «بوينغ» و»ايرباص» له امتداد في السياسة الداخلية، معتبرا على أنه على سبيل المثال نجد ادريس بنهيمة مدير «لارام» يميل، فيما يخص اقتناء الطائرات لشركة الخطوط الملكية المغربية للفاعل الأوروبي. بالمقابل نجد وزير التجارة والصناعة والتكونولوجيات الحديثة محمد رضا الشامي يفضل العملاق الأمريكي «بوينغ»، تحت حجة أن السياسة الاستثمارية ل«بوينغ» أفضل من نظرائهم الأوروبيين. وشدد المصدر، على أن عدم وضوح الرؤية أدى إلى تأجيل مسألة الحسم في صفقة اقتناء «لارام» 23 طائرة لتجديد أسطولها(تتوفر «لارام» حاليا على 47 طائرة)، معتبرا أن مثل هذه الصفقات لاتنصبط لمعطى عروض أثمان، بل يستحضر فيها الجوانب السياسية والديبلوماسية. ويسعى العملاق «بوينغ» إلى توقيع اتفاقية مع المغرب تمتد 15 سنة لتزويد الأسطول الجوي المغربي بكل مستلزماته.