أكد أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أن المغرب يراهن على جودة بنياته التحتية وخدماته، وكذا على موارده البشرية ذات المؤهلات العالية، لاستقطاب المزيد من المستثمرين في صناعة الطيران، حيث استطاع المغرب لحد الآن استقطاب 100 شركة يرتكز معظمها في محور الدارالبيضاءالرباط، والمنطقة الحرة بطنجة، بغلاف استثماري يفوق 500 مليون دولار، وتسجيل رقم المعاملات للتصدير بحوالي مليار دولار خلال الخمس سنوات الماضية، وتشغيل أكثر من 8000 من اليد العاملة والأطر المتخصصة. وقال الشامي الذي كان يتحدث أمام مستثمرين أمريكيين، أول أمس الأربعاء، خلال القمة التجارية لصناعة الطيران المنعقدة بالدارالبيضاء، إن «المغرب يشتري طائرات البوينغ عن طريق شركة الخطوط الجوية الملكية، وبالتالي يجب على هؤلاء مساعدتنا لتشجيع الشركات الأمريكية التي تنشط في مجال معدات وتجهيزات الطائرات من أجل الاستقرار في المغرب والاستثمار فيه، حيث قدمنا لهم عرضا تنافسيا من خلال إعفاء ضريبي كلي خلال السنوات الخمس الأولى ومن ضريبة مخفضة إلى 8.75 بالمائة خلال السنوات الموالية بالنسبة للمقاولات المقامة بالمنطقة الحرة وتسهيل المساطر الإدارية، ناهيك عن تكوين الموارد البشرية في القطاع من خلال معهد مهن صناعة الطيران المتواجد بالمحطة الصناعية المندمجة للنواصر». من جانبه أكد فتح الله السجلماسي، مدير الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، أن المغرب يعتبر أفضل وجهة للاستثمار في قطاع الطيران، بالنظر إلى قربه من أوربا وكفاءة موارده البشرية وكذا القيمة المضافة التي ينتجها، مشيرا إلى أن الشركات المستثمرة في قطاع الطيران بالمغرب تحقق نسبة نمو سنوية تفوق 20 في المائة، وهو ما اعتبره محفزا لأي شركة أجنبية من أجل الاستثمار بالمملكة، وأضاف أن بلدان مثل بولونيا والمكسيك وبعض الدول الأسيوية، هي الدول التي تنافس المغرب الآن في هذا المجال، وبالتالي «هذا تحدي جيد لأن هذه الدول لديها تنافسية قوية، حيث أصبحنا نقارن في هذا المجال مع دول قوية، وهو ما سيجعل المغرب أكثر إصرارا على المضي قدما في تنمية صناعة قطاع الطيران مستقبلا» يضيف السجلماسي. ومن الجانب الأمريكي تحدث ستان ديل، نائب رئيس شركة «بوينغ» الأمريكية، عن آفاق الاستثمار في قطاع صناعة الطيران والأخرى المرتبطة بالملاحة الجوية في المغرب، والتي اعتبرها واعدة وذات مستقبل زاهر، حيث «ما يشجعنا نحن كمستثمرين أمريكيين هو اليد العاملة المؤهلة والقيمة المضافة للمنتوج بالإضافة إلى التقنيات العالية المتبعة» يضيف ديل، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن قطاع الطيران سيسجل نموا قويا خلال ال 20 سنة القادمة، لذلك يجب على المغرب الانخراط في هذه الدينامية التي يحققها القطاع . وأشار ديل، إلى أن الذي كان يربط شركة «بوينغ» الأمريكية بالمغرب منذ 1969 هو طائرات بوينغ التي تشتريها الخطوط الملكية المغربية، لكن ابتداء من سنة 2001 تقوت هذه العلاقة من خلال الشركة المغربية «ماتيس» المتخصصة في مجال الطيران بصفة عامة وصناعة الكابلات بصفة خاصة، حيث تعتبر «بوينغ» من المساهمين الرئيسيين في هذه الشركة. وكانت الشركة الرائدة في تصنيع الطائرات الأمريكية بوينغ، قد أعلنت منذ السنة الماضية عزمها إقامة قمة تجارية كبرى بمدينة الدارالبيضاء، خلال شهر أكتوبر 2011، بتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة المغربية، وهو ما تم تنفيذه من خلال عقد هذه القمة، التي تهدف حسب منظميها إلى تعميق الشراكة بين بوينغ والمغرب من خلال تجميع الصناعات المغربية المرتبطة بالطيران والفضاء، وتسويق منتوجات الشركة الأمريكية بالمغرب، وعقد اتفاقيات بين الشركات المتخصصة في هذا المجال.