صدر النص المتعلق بضمان التعددية السياسية في وسائل الإعلام السمعية البصرية بمناسبة الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو يتضمن كذلك مقتضيات ترتبط بالفترة ما قبل الحملة الانتخابية، والتي تستمر من 12 أكتوبر إلى 12 نونبر، بغاية تأطير تنشيط المادة السياسية الانتخابية عبر الإعلام السمعي البصري. وفي السياق نفسه، فقد تعددت في الفترة الأخيرة البرامج السياسية والحوارية في قنواتنا الوطنية، بالإضافة إلى بث وصلات تحسيسية ذات صلة بالموعد الانتخابي، وبعض هذه الدعامات التواصلية يطرح سؤال الجودة المهنية والقدرة على تكريس الجاذبية، علاوة على التورط أحيانا في بعض هفوات «النباهة السياسية»، التي تؤدي إلى تمرير بعض الرسائل السلبية للجمهور. فمن غير المفهوم مثلا الإصرار على دعوة عدد من «المحللين» للتنظير في كل شيء إلا في...السياسة، التي هي موضوع الدعوة أصلا، فلا يمكن الاستنجاد باللاسياسة للقيام بالتعبئة والتحسيس من أجل السياسة. ومن غير المفهوم أيضا تقديم قضايا مثل: اللائحة الوطنية، تمثيلية النساء، تمثيلية الشباب، تمثيلية الأطر والكفاءات الحزبية، فقط كما لو أنها سباق بين أشخاص للفوز بجزء من كعكة ما، وذلك من دون الانتباه إلى أن الأمر يتعلق كذلك بأسئلة جدية مطروحة على مستوى حقلنا البرلماني والانتخابي، وبأن للأشياء سوابق تحت سماوات أخرى. ومن غير المفهوم ثالثا، أن نحاول إقناع شعبنا بأن الأحزاب كلها تتشابه، وبأن ما يجري بداخلها لا يعدو كونه حرب مصالح ذاتية، وجريا من أجل منافع، وفي نفس الآن نريد من الناس أن يعززوا صفوف الأحزاب وينخرطوا في السياسة ويشاركوا في الانتخابات. ومن غير المفهوم رابعا، أن نمتنع في داخل هيئات التحرير عن تكوين الموارد البشرية الصحفية، وتدريبها هي على معرفة النصوص أولا واستيعابها، والتعرف على الفرقاء السياسيين وقراءة مواقفهم وبرامجهم، وأيضا التدرب على فنون الحوار المهني والحيادي المتموقع على مسافة واحدة من جميع المتنافسين، وكذلك استحضار الرهانات الوطنية المطروحة على اللحظة السياسية المغربية الحالية بارتباط مع أسس المشروع المجتمعي الذي تتطلع البلاد إلى تكريسه. الأمر هنا أبعد من أية أستاذية فجة، أو بحث عن التقليل من مجهود زملاء، إنما الأمر ينطلق من الوعي بأهمية التلفزيون خصوصا، وأيضا الوعي بحساسية ودقة المرحلة الحالية في بلادنا، ومن ثم من غير المقبول استمرار غض النظر عن أية هفوة مهما كانت صغيرة في رأي مقترفيها. إن الفترة ما قبل الحملة الانتخابية تعتبر الأكثر إثارة للأسئلة، وهي كذلك الأكثر قدرة على توفير مساحات الإبداع الإعلامي، ولذلك لا بد من استثمارها بما يسمح بإقناع أكبر عدد من المغاربة بأهمية المشاركة أولا، وبتعريف أوسع فئات شعبنا بمضامين القوانين الانتخابية الجديدة، وأيضا برهانات الاستحقاق المقبل، وحاجة بلادنا إلى برلمان قوي يتكون من شخصيات مؤهلة معرفيا وسياسيا وأخلاقيا لإنجاح مسيرة التحديث والدمقرطة والتنمية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته