انتقد الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب الإعلام العمومي الذي اعتبره لا يلبي تطلعات المغاربة، ويبث برامج سياسية في أوقات متأخرة من الليل. وفي هذا الصدد، قال عمر احجيرة، نائب برلماني عن الفريق الاستقلالي، «إن القناة الأولى والثانية تقدم مسلسلات «غاملة» وبرامج لا يتابعها أحد»، مشيرا إلى أن كل من هب ودب يشارك في العمل التلفزيوني. ودعا احجيرة، في سؤال شفوي بمجلس النواب يوم الأربعاء الماضي، حول «ضرورة مشاركة الأحزاب السياسية في الوصلات الإشهارية للحث على المشاركة الانتخابية»، إلى احترام التخصصات في المجال الإعلامي، وأن يقدم الوصلات الإشهارية ممثلون حقيقيون عن الأمة، في إشارة إلى البرلمانيين، يساهمون في حث المواطنين على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وليس ممثلين يقدمون الوصلات بطريقة تدفع المغاربة إلى الضحك و الاستهزاء من السياسة. ودعا النائب الاستقلالي المسؤولين عن الإعلام العمومي إلى عرض تجارب ناجحة في التسيير لجماعات محلية، من أجل إقناع المواطنين بجدوى العمل السياسي، وتحفيزهم في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، مشيرا إلى أن العديد من المغاربة يتابعون انتخابات العديد من الدول بسبب قدرة إعلامهم على مسايرة ومتابعة المراحل بنجاح عبر بث برامج ناجحة. وعلق بعض الظرفاء، الذين كانوا يتابعون الجلسة، على تعقيب احجيرة قائلا «يتمتع النائب الاستقلالي بكل المؤهلات كي يصبح نجما تلفزيونيا بامتياز، وهو أفضل بكثير من العديد من الوجوه التي تقدم الوصلات الإشهارية أو تنشط برامج تلفزيونية». وفي جوابه عن السؤال الشفوي المطروح، أكد سعد العلمي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، أن عدم إشراك الأحزاب عبر الوصلات الإشهارية، مرده إلى «وجود ضوابط قانونية لضمان تعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي، تحدد على سبيل حصر الوسائط السمعية البصرية المسموح باستغلالها من طرف الأحزاب السياسية في الفترات خارج الحملة الانتخابية، وليس من ضمنها الوصلات الإشهارية. ونبه العلمي، الذي تحدث نيابة عن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي لم يحضر الجلسة، إلى أنه يتم عمليا إشراك الهيئات السياسية والنقابية والاجتماعية عبر حضورها المتواصل في مختلف البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزية، التي تكون الغاية منها التعريف بالبرامج، والحث على المشاركة في الحياة السياسية عموما. وأشار إلى أن الحكومة بادرت إلى إطلاق حملة تواصلية انطلقت منذ الشروع في مراجعة اللوائح الانتخابي، الهدف منها جعل المواطنين يقبلون بكثافة على تسجيل أنفسهم في اللوائح الانتخابية العامة، وتفسير وتبسيط المقتضيات القانونية الجديدة المنظمة لعمليات التقييد والتصويت والترشيح، والحث بشكل خاص على الرفع من تمثيلية النساء والشباب، موضحا أن العمليات التحضيرية للانتخابات الجماعية والمهنية المقبلة، تشمل عدة مستويات تهم التأطير القانوني والتنظيمي، والإعداد المادي واللوجيستيكي، وأيضا المستوى التعبوي والتحسيسي والتواصلي، كما عملت على استغلال وسائط متنوعة ومختلفة، تأتي في مقدمتها وسائل الإعلام السمعية البصرية العمومية. وجرت العادة أن تبث القناتان الأولى والثانية بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية وصلات إشهارية يقدمها ممثلون أو إعلاميون، تدعو جميع المغاربة إلى الانخراط بكثافة سواء في التسجيل في اللوائح الانتخابية أو في المشاركة أثناء الحملات الانتخابية والموجهة إلى كل الشرائح العمرية، فخلال سنة 2007 شاركت جمعيات المجتمع المدني في الإعداد لوصلات إشهارية ومنها الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة التي أعدت وصلة إشهارية وخصصتها للنساء، واستعانت بالممثلة ثريا جبران، وزيرة الثقافة حاليا، إلى جانب 40 ألف شريط صوتي بتاشلحيت وتاريفيت بصوت الممثلة سناء عكرود.